الخميس للجميع

قررت غرفة جدة العودة إلى يوم الخميس كإجازة لمنسوبيها، كانت قبلها قد اختارت السبت للإجازة لكنها عادت وتراجعت عن القرار لسبب أو لآخر. مؤسسات مالية وجهات أخرى خاصة بينها صحف اتجهت نحو تخصيص يومين للإجازة بدلا من يوم واحد، وهو الأمر السائد في القطاع الحكومي.
أظن أن الفرصة سانحة للسؤال: لماذا لا يصبح يوم الخميس حقا مكتسبا لجميع منسوبي القطاع الخاص؟ أنا أدرك أن هذه الخطوة قادمة لا محالة، ولكن لماذا لا تبدأ وزارة العمل في وضع تنظيم شبيه بما هو معمول به في دول أخرى يجعل إجازة القطاع الخاص تمتد ليومين أسبوعيا بدلا من يوم واحد.
هذه الخطوة، إن تم الأخذ بها، سوف تضيف عاملا جاذبا ومغريا لمزيد من التوطين في القطاع الخاص. قبل فترة، كان أحد الزملاء يتحدث عن موظف نبيه استقطبه وتعب في تدريبه وأعطاه راتبا مميزا، يقول الرجل: فوجئت بعد تعيين الشاب بشكل رسمي أنه يقدم استقالته، وعندما سألته عن السبب قال إن لديه عرضا من جهة أخرى ـ إحدى الشركات ـ ولم تكن المزايا المالية هي الحافز الأول لهذا الشخص لقبول العرض، بل إجازة الخميس. يقول زميلي: كان عندي استعداد أن أزيد راتب الشخص ليبقى لأن هذا يدخل في حدود إمكاناتي وصلاحياتي، أما قرار إجازة الخميس فهو أمر لا أملكه وإن كنت أتمناه. ولعل منطق هذا الزميل يعكس حال كثيرين يتمنون فعلا أن يصبح الخميس للجميع. وأحسب أن جهات كثيرة سوف ترحب بالقرار لأنه سوف ينعش مفاصل كثيرة، وأجزم أن الهيئة العليا للسياحة أول المرحبين بالقرار.