مخالفات المطاعم
في أحد مقاهي الكوفي شوب المعروفة، كان الموظف يحمل كوب القهوة من الأعلى بحيث تغطي يده فتحة الكوب الورقي، وهذا ليس الأسلوب الصحيح لحمل كوب قهوة وتقديمه للمستهلك، فهو ينم عن عدم عناية بالنظافة، ناهيك عن أنه يعبر عن فقر في الذوق. ولكن يبدو أن غياب الرقابة وقلة التدريب يجعلان كل شيء مقبولا، ما لم يعترض المستهلك، وغالبا ما يقابل اعتراض المستهلك باستغراب واستهجان من الموظف.
سوء التدريب للعاملين في المطاعم سمة ظاهرة، ولهذا لا أجد غرابة عندما تشير دراسة إلى أن 85 في المائة من العاملين في مطاعم الأحساء مخالفون. هذه المعلومة الصادمة التي يقدمها لنا الزميل زهير الغزال ("شمس" 30/3/2009) يمكن أن تنسحب على أكثر من مكان، فواقع العاملين في المطاعم يتشابه ـ إلا من رحم الله ـ سواء تلك التي تحيط بالحرم المكي الشريف أو بعض تلك التي تحتل أماكن راقية في شوارع العاصمة أو في شوارع جدة أو الخبر.. إلخ. وواقع الحال يؤكد أن الخافي أعظم. وحتى غير المخالفين هم في حاجة إلى إعادة تأهيل وإلى إنعاش للضمير حتى يتعاملوا مع الأطعمة المقدمة للبشر كما يتعاملون مع الأطعمة التي يعدونها لأنفسهم.
هنا أنا لا أريد أن أضع كامل المسؤولية على الجهات الرقابية، بل أجد أن من العدل إشراك المستهلك في الأمر، فالإنسان الذي يرضى أن يأخذ طعاما أو شرابا ليس راضيا عن كيفية تقديمه إما مجاملة أو حياء أو عدم اهتمام هو شريك في استمرار أوضاع المطاعم والمقاهي في مخالفاتها.
أصبحت أتحاشى وجبات المطاعم، إلا إذا كنت مضطرا إليها، خاصة بعد أن صحبني أحد الأصدقاء في جولة داخل مطعم راق للغاية، لكنني بعد أن دخلت إلى المكان المخصص للطبخ تذكرت أن ليس كل ما يلمع ذهبا.