أدوات اتخاذ القرار السليم في الوقت المناسب

عملية اتخاذ القرار هي عملية التعرف على مشكلة وإيجاد حل لها. يتخذ كل منا القرارات بصفة يومية إلا أنها عملية أساسية في إدارة الأعمال وتعد من أهم الأدوار التي يقوم بها المدير. تتنوع مثل هذه القرارات بين البسيط والمعقد.
منذ عهد أفلاطون وصف الفلاسفة عملية اتخاذ القرار على أنها إما أن تكون منطقية أو عاطفية: فنحن إما أن نفكر بعقولنا وإما أن نتخذ القرار بناء على حدسنا وإحساسنا. ولكن بعد أن قام العلماء بفتح الصندوق الأسود بأحدث أدوات علم الأعصاب، اكتشفنا أن هذه ليست هي الطريقة التي يعمل بها العقل فعلا.
فأفضل القرارات التي نتخذها تكون مبنية على مزيج من المشاعر والعقل والنسب الدقيقة لهذا المزيج تعتمد على الموقف. فعندما نقوم بشراء منزل على سبيل المثال. فمن الأفضل أن نترك العنان قليلا لمشاعرنا عند الاختيار، ولكن عندما نختار سهما للاستثمار فيه فغالبا ما يحيد بنا الحدس عن طريق الصواب. ويكون من الأفضل أن نعرف ما الجزء الذي نستخدمه من المخ، ومن أجل أن نفعل هذا يجب أن نفكر بجدية في الطريقة التي نفكر بها.
يزوّد الكتاب القراء بالأدوات التي يحتاجون إليها، معتمدا على أحدث الأبحاث، وكذلك على الخبرات الواقعية التي قدمها مجموعة واسعة من متخذي القرار من قائدي الطائرات إلى المستثمرين في البورصات وغيرهم ممن يحتاجون إلى اتخاذ القرارات بصفة مستمرة.
يوضح الكتاب كيف يمكن الاستفادة من الاكتشافات العلمية الجديدة بخصوص اتخاذ القرار في مجالات التطبيق العملي، مثل الفوز في مباريات كرة القدم وتحسين الاستخبارات العسكرية وغيرها من المجالات التي يعتمد النجاح فيها على اتخاذ القرار السليم في الوقت المناسب.
يسعي الكتاب إلى الإجابة عن سؤالين على درجة عالية من الأهمية لكل الناس من المديرين التنفيذيين إلى رجال المطافئ: كيف يتخذ العقل البشري القرارات؟ وما الذي يمكننا أن نفعله لتحسن هذه القرارات؟
على الرغم من أن العقل كان محلا للعديد من الأساطير والنظريات الخاطئة إلا أنه يظل مجرد آلة بيولوجية قوية. لها حدودها ولها عيوبها. والواقع أن هناك مجموعة من الخطوط الإرشادية التي يمكن للمرء تطبيقها للاستفادة الكاملة من هذه الآلة الجبارة داخل الجمجمة حتى لو كنا بصدد الاختيار بين نكهتين من الآيس كريم.
وعن طريق الإلمام بالمعرفة عن العقل وطريقة التفكير وتأثيرها على سلوكنا يمكننا تجاوز الأخطاء فيها ويمكننا تحسين مواهبنا الطبيعية. وهذا هو أعظم الأشياء إثارة للدهشة فيما يتعلق بالعقل: ألا وهو قدرته على تحسين نفسه باستمرار.
خلال العقدين الماضيين أجريت الكثير من الأبحاث عن علم الأعصاب والاقتصاد السلوكي. غيرت نتائج هذه الأبحاث من فهمنا لعملية اتخاذ القرار لدى البشر، ينسج الكتاب كل هذه النتائج معا معطيا القراء ما يحتاجون إليه من معلومات لاتخاذ قرارات أكثر ذكاء.