نموذج لتقليل تكلفة التأمين الصحي على شركات القطاع الخاص

جنفر قاردنر وباميلا ماتوفتش (في الـ 30 من العمر) تعملان في إحدى الشركات في قسم نظم المعلومات في مدينة منابولس في الولايات المتحدة. لدى كلتا الموظفتين أطفال ومصابتين بالسكر والسمنة. جنفر كانت مدخنة وتتجنب الأعمال التي تتطلب حركة وتبلغ من الوزن 91 كيلو جراما. أما باميلا فكان وزنها 104 كيلو جرامات، وتأخذ الأنسولين عدة مرات في اليوم ولديها نقص حاد في السكر وألم في أطرافها، ولا تستطيع حمل أطفالها بسبب آلام في الظهر. لدى كلتا الموظفتين الرغبة في تحسن حالتهما الصحية وتقليص احتمال إصابتهما بأمراض مستقبلية.
بعد تقييم ودراسة لحالتهما الصحية من أجل تقليل الفاتورة العلاجية ومن أجل تقليل احتمالية إصابتهما بأمراض مستعصية ومكلفة على الشركة مستقبلا، فقد قدمت الشركة التي تعملان فيها برنامجا لرفع مستوى الحالة الصحية لكلتيهما. فعملت الشركة على دعم برامج التوعية الصحية لجميع الموظفين وشمل جنفر وباميلا. حضرت الموظفتان برامج تقليل السمنة في العمل وزارتا الصالة المخصصة للرياضة Gym. تم علاج باميلا عن طريق إخصائي علاج طبيعي، بينما تمت معالجة جنفر عن طريق مدرب شخصي. أصبحت جنفر وباميلا تتناولان الغداء عن طريق الكافتيريا المخصصة في الشركة والتي تقدم وجبات تخسيس وقليلة السعرات الحرارية. تركت جنفر التدخين بعد أن وعدت بتقليل مشاركتها المالية في التغطية التأمينية. كما ساعدها زملاؤها في العمل على التغلب على الأعراض المصاحبة لترك التدخين. فقدت أكثر من 12 كيلو جراما، كما شاركت في عديد من المارثونات والسباقات الرياضية. أما باميلا فقد خسرت أكثر من 32 كيلو جراما. وقد اتفقت آراؤهما أنه دون دعم وتشجيع الشركة عن طريق توفير صالة رياضية مميزة وتوفر الأكل الصحي أثناء ساعات العمل، لما استطاعتا تحسين حالتهما الصحية. كما أعربت جنفر ليس فقط أنها تحس أن حالتها الصحية أفضل بل تشعر أن إنتاجيتها في العمل أفضل.
لعل هذا من الأمثلة التي تساعد شركات القطاع الخاص على تقليل تكلفتها بوليصتها التأمينية خصوصا أن ارتفاع التكلفة العلاجية لا يمكن أن يتم دون المشاركة القوية من قبل شركات القطاع الخاص. كما أنه من الأمثلة التي تساعد شركات القطاع الخاص على خلق جو اجتماعي مهم في تقليل التهرب الوظيفي وتغيير نظرة الشركات للموظف من الدجاجة التي تبيض ذهبا إلى مفهوم الشركات الحية التي تسعى الشركات الكبرى لخلقه داخل أروقتها. مشاركة الدور الذي يجب أن يقوم به القطاع الخاص خصوصا في تقليل التكلفة العلاجية زيادة الإنتاجية للموظفين.
من الطبيعي أن يكون العمل أحد الأسباب المؤدية إلى الضغوط النفسية لكن بالإمكان تحويل هذا التأثير السلبي إلى تأثير إيجابي عبر رعاية الموظف والنظرة للموظف كإنسان بدلا من آلة صرف ودجاجة تبيض ذهبا. فالدجاجة التي كانت تبيض ذهبا قد تقتل ليس فقط بالسكين ولكن بعدم توفير المناخ المساعد على أن تبيض ذهبا وخلق الجو المحفز للإيجابية.
نسمع عديدا من قصص القطاع الخاص التي يعانيها الشباب من عدم توافر البيئة المناسبة للبدء بالشكل المطلوب مما يؤثر سلبيا في المخرجات المتوقعة من الموظف. لعل القطاع الخاص يعاني ضعف قدرة قسم الموارد البشرية لتحويل العلاقة بين الموظف والشركة من مجرد دجاجة تبيض ذهبا إلى الحاضن لها.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي