السعودية تستحوذ على 52 % من حجم التجارة الصينية في المنطقة‏

السعودية تستحوذ على 52 % من حجم التجارة الصينية في المنطقة‏

قدر حجم التجارة الخليجية مع الصين العام الماضي 2008 نحو 79.3 مليار دولار مقارنة بـ ‏‏58 مليار دولار عام 2007، استحوذت السعودية على 52.7 في المائة ‏منها، وبذلك كانت الشريك التجاري الأهم للصين في غرب آسيا وإفريقيا وثامن أكبر شريك في العالم بالشراكة مع دول الخليج.
وعصفت الأزمة الاقتصادية العالمية بمعظم القطاعات التجارية والصناعية عالميا ‏ومحليا, وإن كان تأثيرها محليا لم يكن بحدة الوضع العالمي حتى الآن. ومن ‏ضمن القطاعات التي ينظر المستثمر إليها بعين فاحصة قطاع السيارات الذي يرتبط ‏بشكل مباشر بملاءة المستهلك وقدرته على الشراء, وبناء عليه تبرز الفروق بين ‏مختلف الصناعات والعلامات التجارية في هذا القطاع من حيث قدرتها على ‏الصمود والمنافسة في ظل هذه الظروف الصعب.‏
في هذا السياق، يذكر عبد الحي يوسف شيخ عضو اللجنة الوطنية للسيارات ‏في مجلس الغرفة التجارية ومدير عام قطاع السيارات في مجموعة الرسام، أن السيارات ‏الصينية كانت الأقل تأثرا بتلك المتغيرات حيث عانت ركودا مؤقتا بداية العام ‏الجاري ثم لم يلبث الوضع، أن عاد لما كان عليه من حركة بيعية متزنة وارتفاع ‏في حجم المبيعات كانت نتيجتها أن أضافت "الرسام" ثلاثة موديلات جديدة ‏من سيارات الركاب إلى معارضها، وهي سيارات البيري والفلوريدا الصغيرة وسيارة الفان العائلية كايوري, مرجعا حالة التوازن والاستقرار ‏هذه إلى عدة عوامل أبرزها أن السيارات الصينية تباع بأسعار تناسب معظم شرائح ‏المجتمع مما جعلها قادرة على المنافسة في جميع الظروف الاقتصادية, أيضا ‏تركيز الشركات الصينية على تطوير ورفع كفاءة منتجاتها مما يتوافق مع ‏احتياجات السوق السعودية من خلال التواصل المستمر مع وكلائها في المملكة.‏
ويضيف شيخ أنه كنتيجة لتطور صناعة السيارات الصينية فقد توجهت معظم ‏الوكالات السعودية المعروفة لشراء سيارات صينية أخيرا, وربما كان حرص ‏الحكومة الصينية على محاربة المنتجات المقلدة ورفع جودة وكفاءة المنتج الصيني ‏مقارنة بأسعاره التي تناسب جميع فئات الدخل سببا في ارتفاع ثقة المستهلك ‏السعودي في المنتجات الصينية, وكنتيجة لذلك فقد ارتفع حجم التجارة الصينية ‏داخل السعودية ليبلغ 41.8 مليار دولار عام 2008 بزيادة سنوية منتظمة تعادل ‏‏76 في المائة تقريبا لتحقق بذلك التبادلات التجارية بين البلدين ارتفاعا بما يعادل 19 ضعفا ‏عما بدأت به عام 1990.
ويمثل حجم تجارة السيارات الصينية في المملكة ‏‏17 في المائة من حجم التبادل التجاري بقيمة تقارب السبعة مليارات دولار ومن المتوقع ‏أن يرتفع خلال السنوات المقبلة عقب تكثيف الوفود التجارية الصينية زياراتها ‏الدورية للمملكة ورفع مستوى التعاون التجاري من خلال مجالس الغرف التجارية والمجالس التجارية المشتركة بين البلدين، إضافة إلى عمل المصانع الصينية على ‏تطوير كفاءة منتجاتها وخدمات ما بعد البيع بما يتناسب مع طبيعة المملكة البيئية و‏احتياجات المواطن السعودي اليومية بأقل التكاليف وربما كان سبب حرص الصين ‏على إرضاء المستهلك السعودي.

الأكثر قراءة