تعثر سداد 44 مليارا لصناديق الإقراض الحكومية

تعثر سداد 44 مليارا لصناديق الإقراض الحكومية

كشف تقرير ديوان المراقبة العامة عن ‏العام المالي الماضي، عن ‏وجود ‏‏44 مليار ريال كقروض مستحقة السداد لم يتم تحصيلها لمصلحة صناديق الإقراض التنموي الحكومية ‏بزيادة ‏ملياري ريال عن العام الذي يسبقه، وهو ما أدى إلى تراكم طلبات ‏الإقراض ‏للمواطنين المستحقين لتلك القروض وطول فترة الانتظار، إلى جانب وجود 25 ‏مليار ‏ريال من أرصدة العُهد لدى جهات حكومية لم يتم تسديدها.
ورصد ديوان المراقبة في تقريره السنوي للعام المالي (1427- 1428) ‏الذي من المقرر مناقشته غدا في مجلس الشورى، عددا من ‏الملاحظات ‏أبرزها: استمرار تضخم أرصدة العُهد رغم الجهود التي يبذلها ‏الديوان ‏ووزارة المالية بشأن تسوية أرصدة تلك العُهد، إلا أن كثيرا من ‏الأجهزة ‏الحكومية لا تزال مستمرة في صرف تلك العُهد وعدم متابعة ‏تسديدها في ‏المواعيد المقررة. وأكد الديوان أن بقاء هذا الرصيد الضخم دون تسديد ‏يحرم ‏الخزانة العامة للدولة من أموال كبيرة كان يمكن توجيهها لمشاريع ‏تنموية.‏

في مايلي مزيد من التفاصيل:

كشف تقرير ديوان المراقبة العامة عن ‏العام المالي الماضي، عن ‏وجود ‏‏44 مليار ريال كقروض مستحقة السداد لم يتم تحصيلها لصالح صناديق الإقراض التنموي الحكومية ‏بزيادة ‏ملياري ريال عن العام الذي يسبقه، وهو ما أدى إلى تراكم طلبات ‏الإقراض ‏للمواطنين المستحقين لتلك القروض وطول فترة الانتظار، إلى جانب وجود 25 ‏مليار ‏ريال من أرصدة العُهد لدى جهات حكومية لم يتم تسديدها.
ورصد ديوان المراقبة في تقريره السنوي للعام المالي (1427- 1428) ‏الذي من المقرر مناقشته غدا في مجلس الشورى، عددا من ‏الملاحظات ‏أبرزها استمرار تضخم أرصدة العُهد رغم الجهود التي يبذلها ‏الديوان ‏ووزارة المالية بشأن تسوية أرصدة تلك العُهد، إلا أن كثيرا من ‏الأجهزة ‏الحكومية لا تزال مستمرة في صرف تلك العُهد وعدم متابعة ‏تسديدها في ‏المواعيد المقررة. وأكد الديوان أن بقاء هذا الرصيد الضخم دون تسديد ‏يحرم ‏الخزينة العامة للدولة من أموال كبيرة كان يمكن توجيهها لمشاريع ‏تنموية ‏تسهم في تلبية احتياجات المجتمع وفق أولويات خطة التنمية ‏المعتمدة، مشددا في هذا الصدد على قرار مجلس الوزراء المتضمن توجيه ‏الأجهزة الحكومية ‏بالحد من التوسع في استخدام أسلوب العُهد في صرف ‏نفقاتها والحرص ‏على تسديد وتسوية القائم منها بانتظام.‏
وذكر التقرير نمو حساب الأمانات في كثير من الجهات الحكومية على الرغم ‏‏من تأكيد الديوان بصفة مستمرة في تقاريره المبلغة لتلك الجهات على ‏‏وجوب تسديد تلك الأمانات أولا بأول، وقد بلغ إجمالي أرصدة الأمانات في ‏‏نهاية السنة المالية (1427- 1428هـ) 20 مليار ريال تقريبا. ووفقا للتقرير ‏فإن نمو ‏حسابات الأمانات 33 في المائة خلال عام فقط يعكس ضعف كفاءة ‏الإدارة المالية ‏ويرتب على الدولة التزامات متزايدة قد يصعب سدادها ‏مستقبلا، مؤكدا في السياق ‏ على الجهات الحكومية سداد تلك الأمانات ‏المستحقة لأصحابها أولا ‏بأول وتجنب تراكمها.‏
وحذر ديوان المراقبة العامة من الآثار السلبية للملاحظات العامة على أداء ‏الجهات ‏الحكومية ‏والتي حصرها في تدني مستوى بعض الخدمات ‏وانعدامها في ‏بعض ‏المحافظات والقرى والأحياء، وسرعة استهلاك ‏ممتلكات الدولة ‏وانقضاء ‏أعمارها التشغيلية قبل أو أنها بسبب إساءة ‏الاستخدام، وكذلك ‏تأخر الحصول ‏على القروض التنموية لفترات طويلة، ‏عدم تنفيذ كثير من ‏المشاريع الحيوية ‏في المواعيد المقررة أو تأجيل تنفيذها، ‏وتعطيل ‏الاستفادة من بعض الإيرادات ‏الذاتية في تطوير المرافق العامة ‏وتحسين ‏الأداء.‏
وقدم ديوان المراقبة عشر طرق لمعالجة القصور الحاصل، ومن ذلك ‏تفعيل ‏مبدأ ‏المساءلة وتطبيقه بحزم في إطار خطة الإصلاح الشامل، ‏والمتابعة ‏الجادة ‏والمستمرة لتنفيذ عقود المشاريع والخدمات ضمن المدد ‏المحددة ‏وتطبيق ‏نصوصها بحزم في حالة التقصير أو التأخر، وإلزام ‏الأجهزة ‏المعنية بحسن ‏استغلال ممتلكاتها ومواردها الذاتية ومساءلتها عند ‏مناقشة ‏تقاريرها السنوية ‏عما تم إنجازه من خططها ومشاريعها وما تم ‏اتخاذه بشأن ‏ملاحظات الديوان ‏على أدائها.‏
ومن وسائل المعالجة التي يراها الديوان التأكيد على الأجهزة المشمولة ‏‏‏بالرقابة بوجوب التقيد بالأنظمة والتعليمات المالية النافذة ومساءلة ‏‏المقصرين ‏وتوخي الموضوعية والدقة في تقدير الاعتمادات وفق الاحتياج، ‏‏وكذلك ترسيخ ‏مفهوم الانضباط المالي والإداري وتوفير مقومات الرقابة ‏‏الذاتية والحماية ‏الوقائية للمال العام وترشيد استخداماته. ومن طرق ‏‏المعالجة للقصور أيضا تطوير ‏وتفعيل دور أجهزة الإشراف الحكومي ‏ودعمها ‏بالكوادر المؤهلة والحرص ‏على تحديث الأنظمة والتعليمات المالية ‏لمواكبة ‏المستجدات والحد من ‏المخالفات والاستثناءات ورفع كفاءة الأداء، ‏والتوسع في استخدام مفاهيم ‏الهندسة القيمية في المشاريع الحكومية وترشيد ‏‏شراء المواد وقطع الغيار منعا ‏لتكدسها وعدم الاستفادة منها نتيجة التطور ‏‏العلمي والتقني.‏
ويرى ديوان المراقبة العامة في تقويمه لما تكشف له من ملاحظات ‏‏ومخالفات ‏خلال المراجعة المالية وتقويم الأداء للجهات المشمولة بالرقابة ‏‏أن من أهم ‏أسباب القصور عدم محاسبة المخالفين والمقصرين ومساءلتهم ‏‏وفق الأنظمة، ‏ووجود ثغرات في بعض الأنظمة والتعليمات تسهل ‏‏استغلالها في ارتكاب ‏المخالفات، إضافة إلى انعدام أو ضعف الرقابة ‏‏الداخلية وعدم تفعيل دور ‏إدارات المتابعة.‏ ومن أسباب القصور أيضا ‏ضعف تدريب وتأهيل العاملين ‏‏وتدني مستوى أدائهم، وكذلك عدم الدقة في ‏تحديد الاحتياجات الفعلية من ‏‏الاعتمادات المالية والمواد وعدم كفاية المبالغ ‏المعتمدة في الميزانية لتوفير ‏‏الخدمات التي تقدمها بعض الجهات للمجتمع، ‏إضافة إلى تهاون بعض ‏الأجهزة ‏في متابعة تنفيذ عقود مشاريعها وتطبيق ‏أحكامها بدقة.‏
أمام ذلك، أوصت اللجنة المالية في مجلس الشورى ضمن توصياتها بشأن ‏التقرير السنوي لديوان المراقبة العامة على أهمية تفعيل وحدات إدارات ‏المتابعة بالأجهزة الحكومية ودورها في تحسين بيئة وإجراءات العمل ورفع ‏كفاءة التنفيذ والإسهام في تحقيق الانضباط الإداري والمالي في أجهزة ‏الدولة، وشددت على متابعة أعمالها والتأكد من سلامة تنفيذها والتنسيق مع ‏ديوان المراقبة العامة في ذلك.‏
وطالبت اللجنة بالإسراع في إنهاء دراسة المشروع المقترح لنظام ديوان ‏المراقبة العامة وتضمينه ما يلزم من أحكام، وشددت كذلك على أن يكون ‏النظام أكثر قدرة على الحفاظ على أموال الدولة الثابتة.‏
وأشارت اللجنة إلى تقادم نظام الديوان الحالي ووجود حاجة ماسة لتحديثه ‏ليتمكن من النهوض بمسؤولياته بحدة وموضوعية واستقلال تام أسوة ‏بأجهزة الرقابة المالية العليا وبما يتناسب مع توجه الدولة القوي نحو ‏الإصلاح الشامل.‏
وفي توصية لمعالجة إشكالية رفض وزارة المالية إطلاع الديوان على ‏الحساب الختامي للدولة، طالبت اللجنة المالية بتمكين الديوان من فحص ‏الحساب الختامي للدولة ميدانياً بوزارة المالية إعمالاً لنص المادة العاشرة ‏من نظام الديوان وتنفيذاً للأمر السامي القاضي بالتأكيد على وجوب التقيد ‏بالمادة المشار إليها. كما دعت اللجنة إلى تطوير إمكانيات الحاسب الآلي ‏في الديوان ليواكب التطورات المتسارعة من أجل توفير الوقت وسرعة ‏ودقة إنجاز العمل وتوفير الإمكانيات المادية اللازمة.‏

الأكثر قراءة