توقعات بتراجع قياسي للتجارة العالمية هذا العام
توقعت منظمة التجارة العالمية أمس أن يتراجع حجم التبادل التجاري العالمي عام 2009 بنسبة 9 في المائة بسبب الانكماش الحالي.
وجاء في توقعات لعدد من الاقتصاديين في منظمة التجارة العالمية نشرت الإثنين "أن انهيار الطلب العالمي الذي نتج عن الانكماش الاقتصادي الأقوى منذ عقود، سيؤدي إلى خفض حجم الصادرات بنحو 9 في المائة خلال عام 2009". ووصفت التوقعات هذا التراجع أنه "الأول من نوعه منذ الحرب العالمية الثانية".
وحسب مراقبين، فإن الانكماش يمثل سببا رئيسا في هذا التراجع المتوقع، فضلا عن سياسات "الحمائية التجارية" التي سنتها بعض الدول في إطار خطط إنقاذ اقتصادها، وهو ما يتوقع أن تتم مناقشته في قمة العشرين المقبلة في لندن.
وفي وقت سابق، قال باسكال لامي مدير عام منظمة التجارة العالمية إنه يجب على البلدان المتقدمة والنامية الأعضاء في مجموعة العشرين التي ستجتمع في نيسان (أبريل) المقبل في العاصمة البريطانية لندن, ألا تتراجع عن اتفاق سابق بمقاومة النزعة الحمائية في التجارة البينية العالمية.
وكانت الدول الأعضاء في المجموعة قد التزمت في اجتماع عقد في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي في العاصمة الأمريكية واشنطن بعدم وضع المزيد من الحواجز التجارية.
لكن خطط التحفيز الاقتصادي في الولايات المتحدة وبعض دول الاتحاد الفرنسي مثل فرنسا انطوت على إجراءات بدت تكريسا للنزعة الحمائية.
ومن الإجراءات والخطوات التي فُهمت على أنها تكريس للحمائية إقرار حزمة من الحوافز لشركات أمريكية في إطار خطة الرئيس باراك أوباما لتحفيز الاقتصاد, ودعم صادرات منتجات الألبان. وفي أوروبا تجلى التوجه نحو الحمائية في الدعم الحكومي الفرنسي لشركات سيارات متعثرة. وقال لامي "ونحن نعلم أيضا أن مصداقية مجموعة العشرين بشأن التجارة, لا يمكن فصلها عن القرارات التي يجب أن تتخذها في مجالات أخرى، بما في ذلك تنسيق برامج تحفيز وتنظيم الشؤون المالية الدولية في محاولة لتجنب الانهيار في المستقبل".
وتريد الدول النامية من العالم الصناعي خفض دعمها لمنتجاتها الزراعية. وفي المقابل تقول الولايات المتحدة إنه يجب على الدول النامية إزالة الحواجز أمام الواردات الزراعية. وقد بلغت المفاوضات من أجل التوصل إلى اتفاقية جديدة للتجارة العالمية - المعروفة بجولة الدوحة - طريقا مسدودة بعد ثماني سنوات على انطلاقتها.