تساؤلات في السوق .. هل وصل سعر النفط إلى الحضيض وبدأ رحلة العودة؟

تساؤلات في السوق .. هل وصل سعر النفط إلى الحضيض وبدأ رحلة العودة؟

تنتظر السوق هذا الأسبوع لمعرفة إذا ما كان الأساسيات ستفرض نفسها، أم أن الوضع الاقتصادي الذي يعيش حالة من الكساد أثر في الدولار مما أدى إلى تحسن سعر النفط في نهاية الأسبوع الماضي ستكون له الغلبة واستمرار طغيان العامل النفسي.
فسعر البرميل قفز إلى أعلى معدل له منذ عشرة أسابيع، الأمر الذي طرح التساؤل، إذا ما كان فعلا قد وصل إلى الحضيض وبدأ رحلة العودة، لكن مجموعة باركليز كابيتال ترى أن في هذه القفزة، رغم تراجعها بعد ذلك، ما ينبئ بالعودة إلى أساسيات السوق والخروج من مرحلة التشاؤم بسبب الكساد العالمي. وذهب تقرير المجموعة إلى توقع أن يستقر سعر البرميل عند 50 دولارا خلال الربع الثاني من هذا العام ليرتفع إلى 62 دولارا في الربع الثالث.
التقرير يعيد تسليط الضوء على جانب الاهتمام بميدان الإمدادات، وذلك على أساس أن السعر الحالي سيؤثر بصورة واضحة في حجم الاستثمارات التي يمكن للدول المنتجة تخصيصها للمضي قدما في مشاريع التوسعة وتلك الجديدة لرفع الطاقة الإنتاجية. وبما أن الصناعة النفطية تعمل على المدى البعيد، فإن الوضع الحالي يضع الأساس لحالة من الشح يمكن أن تصيب الأسواق.
من ناحية أخرى، فإن خطة "الاحتياطي الفيدرالي" الأمريكي التي أعلنت يوم الخميس الماضي ودعت إلى ضخ أكثر من تريليون دولار خلال فترة ستة أشهر أدت إلى إحداث قفزة في سعر برميل النفط بلغت 7 في المائة إلى أكثر من 51 دولارا للبرميل، لأنه تمت ترجمة الخطوة على أساس أنها تعني عمليا خفضا لقيمة الدولار كعملة احتياط عالمية، كما أنها تشير إلى عدم ثقة بالنظام المصرفي. وكل هذا دفع المتعاملين إلى ميدان السلع وعلى رأسها النفط كمجال للتحوط.
لكن بما أنه لم تمض سوى بضعة أيام على قرار منظمة الأقطار المصدرة للنفط ضبط الالتزام بخفض الإنتاج ورفع النسبة من معدل 80 في المائة الذي كانت عليه، وعدم تأثير عمليات الخفض في حجم المخزونات بصورة ملحوظة، فقد تولد انطباع أن تحسن السعر سيضعف جهود رفع نسبة الالتزام بخفض الإنتاج، وهو ما دفع باتجاه تراجع سعري جديد بعد يوم واحد فقط من الارتفاع.
وعلى خلفية هذه التطورات يوجد وضع المخزونات، إذ تشير الأرقام التي أوردتها إدارة معلومات الطاقة الأمريكية في تقريرها الأسبوعي إلى نمو في حجم المخزونات متجاوزا توقعات المحللين في "وول ستريت". فمخزون الخام زاد مليوني برميل إلى 353.3 مليون، وكانت التوقعات تضع زيادة في حدود 1.5 مليون وتظل أعلى مما كانت عليه قبل عام، البنزين زادت مخزوناته 3.2 مليون إلى 215.7 مليون وذلك معاكس للتوقعات بحدوث سحب في حدود 1.5 مليون. المقطرات من جانبها زاد 100 ألف إلى 145.5 مليون برميل، على أن واردات الولايات المتحدة من النفط الخام زادت 59 ألف برميل يوميا إلى 9.2 مليون برميل يوميا. حجم الخام الذي تستقبله المصافي زاد 64 ألفا إلى 14.2 مليون برميل يوميا، بينما تعمل المصافي بطاقة 82.1 في المائة من طاقتها التكريرية.
لكن رغم ارتفاع حجم المخزونات بصورة معاكسة لتوقعات المحللين والتراجع في سعر البرميل الذي شهده نهاية الأسبوع الماضي، فإن التركيز سيكون هذا الأسبوع على إمكانية استقرار السعر فوق 50 دولارا للبرميل، الأمر الذي يعني حال حدوثه بداية رحلة الصعود إلى أعلى ولو بصورة متدرجة.

الأكثر قراءة