النفط يتراجع إلى 50 دولارا بسبب الشكوك بشأن فاعلية خطة "المركزي الأمريكي"
تراجع النفط من أعلى مستوياته في أربعة أشهر أمس مقلصا مكاسب الجلسة السابقة التي بلغت 7 في المائة بفعل ضعف الدولار والشكوك بشأن فعالية حزمة قيمتها تريليون دولار لمجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) من أجل إنعاش الاقتصاد.
وكان النفط صعد أمس الأول إلى 51.61 دولار للبرميل وهو أعلى سعر تسوية منذ
28 تشرين الثاني (نوفمبر) بعدما أعلن البنك المركزي الأمريكي خطة لمحاربة الركود وعزز ضعف الدولار إقبال المستثمرين على السلع الأولية.
وتراجع سعر الخام الأمريكي في عقود نيسان (أبريل) بمقدار دولار واحد أمس.
وأثناء التعاملات انخفض بنسبة 2 في المائة إلى 50.61 دولار للبرميل.
وزاد مزيج برنت في لندن ثمانية سنتات إلى 50.75 دولار.
وقال توبي هاسال مدير البحوث لدى كوموديتيز وارنتس أستراليا "النفط حقق مكاسب طيبة جدا في الجلسات القليلة الماضية وبعض المتعاملين قد يرون أن الوقت مناسب لجني بعض الأرباح بعد صعوده الليلة الماضية. "قد تكون هناك بعض أوجه عدم التيقن بشأن فعالية خطة مجلس الاحتياطي لإنعاش الاقتصاد. لقد منحت الأسواق دعما بلا ريب لكن لا تزال هناك حالة من القلق بشأن عواقب أحدث تحرك للبنك المركزي". وارتفع سعر النفط 10 في المائة هذا الأسبوع مدعوما بضعف الدولار وآمال بأن ينتشل تحرك مجلس الاحتياطي لشراء سندات خزانة طويلة الأجل - في أول شراء واسع النطاق للدين الحكومي منذ الستينيات - الاقتصاد الأمريكي من ركود دام 14 شهرا. لكن مع تضخم مخزونات الخام في الولايات المتحدة واستمرار ضعف الطلب الفوري على الطاقة يحذر بعض المحللين من صعوبة أن تحافظ أسعار النفط على موجة صعودها في الآونة الأخيرة.
من جهة أخرى، حققت أسعار نفط منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" قفزة ملحوظة خلال تعاملات أمس الأول هي الأكبر منذ تشرين الثاني (نوفمبر) 2008.
وأعلنت الأمانة العامة لـ "أوبك" أمس أن سعر برميل خام نفطها تجاوز أمس الأول حاجز 47 دولارا للبرميل بارتفاع قدره 1.75 دولار عن اليوم السابق الذي سجل فيه 45.64 دولار. وتقوم "أوبك" باحتساب سعر سلة خاماتها اعتمادا على 12 نوعا. ووفقا لشركة "جي بي سي" النمساوية المتخصصة في الاستشارات والأبحاث النفطية فإن الارتفاع المتزايد في أسعار النفط خلال الأيام الماضية يأتي نتيجة للمضاربات الجديدة في أسواق النفط. ويلجأ كثير من المضاربين إلى أسواق النفط في الوقت الحالي بسبب السياسات الراهنة في أسواق العملة وما يرتبط بها من مخاطر التضخم ولذلك فإن "أوبك" تتوقع ارتفاع متوسط أسعار النفط لتسجل 50 دولارا في النصف الثاني من العام. وقال صندوق النقد الدولي يوم الخميس إن الاقتصاد العالمي سينكمش في 2009 للمرة الأولى منذ الحرب العالمية الثانية بما يراوح بين 0.5 و1 في المائة.