خبراء يضعون خريطة طريق لمواجهة تحديات الأزمة العالمية على منطقة الخليج

خبراء يضعون خريطة طريق لمواجهة تحديات الأزمة العالمية على منطقة الخليج

يضع خبراء ومختصون خليجيون نهاية نيسان (‏أبريل) المقبل خريطة طريق وآلية ‏عمل لمواجهة تحديات الأزمه الاقتصادية العالمية على منطقة الخليج التي ألقت بآثارها السلبية على قطاع الاستثمار، حيث من المقرر مشاركة 40 شخصية ‏من كبار القيادات العاملة في القطاعين الحكومي والخاص في دول مجلس التعاون الخليجي في ملتقى آفاق الاستثمار الدولي الثالث.
وأفاد بيان صادر عن اللجنة المنظمة للملتقى الذي ‏سينعقد في العاصمة السعودية الرياض تحت شعار "معاً في مواجهة التحديات"، أن دول الخليج التي تشمل السعودية، الكويت، قطر، البحرين، ‏الإمارات المتحدة، وعمان، تمثل حاليا إحدى المناطق الاستثمارية الحيوية ‏العالمية والتي يطلق عليها الاقتصاديات الناشئة والمستهدفة كوجهة استثمارية منخفضة ‏المخاطر وعالية العوائد للشركات والمنظمات الخاصة.‏ مشيرا في هذا الصدد إلى أن تداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية على منطقة الخليج ستشكل ‏تحدياً أمام الاستثمار ومعطياته في الفترة المقبلة، وهو الأمر الذي يدعو إلى ضرورة تضافر ‏الجهود والتنسيق بين الأجهزة والقطاعات التشريعية والتنفيذية كافة في دول مجلس التعاون.‏
وأضاف البيان أن الملتقى يمثل نموذجاً لهذا التعاون حيث تتضافر جهود الأجهزة في الخليج ‏بملتقى آفاق الاستثمار تتقدمها أمانة دول مجلس التعاون الخليجي وهيئات الاستثمار ‏الخليجية واتحاد غرف دول مجلس التعاون ومجلس الغرف السعودية، إضافة إلى الغرفة ‏التجارية الصناعية في الرياض من أجل الخروج بتوصيات ستمثل خريطة طريق وآلية ‏عمل مقترحة من قبل الخبراء والمختصين لمواجهة تحديات تلك الأزمة.‏
وعتمد ملتقى آفاق الاستثمار - أحد أهم الأحداث الاقتصادية التي يتم تنظيمها في السعودية ‏‏- في دورته الحالية ملف تحديات الاستثمار في منطقة الخليج في ظل ‏أزمة الأسواق المالية والاقتصاد العالمي موضوعاً رئيسيا خلال يومي 27 و28 من نيسان ‏‏(أبريل) المقبل.‏ حيث سيناقش الملتقى جملة من الملفات الساخنة أهمها انعكاسات الأزمة المالية وتحدياتها على ‏الاستثمار في دول الخليج، والمصرفية الإسلامية والتمويل والعلاقات الاقتصادية الخارجية ‏ومعدلات النمو، وكذلك التوقعات المستقبلية لأسواق الأسهم، إضافة إلى بعض الملفات ‏الخليجية المشتركة منها معوقات السوق الخليجية ومناقشة وضع العملة الخليجية الموحدة.‏
وكشفت معلومات رسمية صادرة عن اللجنة المنظمة للملتقى أمس عن مشاركة عدد من الوزراء ومحافظي ‏البنوك المركزية، وكذلك مسؤولون رفيعو المستوى في عدد من القطاعات الاقتصادية في دول ‏مجلس التعاون.‏ وأضاف البيان أن اللجنة حصلت على موافقة عدد كبير من رؤساء مجالس ‏إدارات ‏مجموعة من الشركات الاستثمارية الكبرى وعدد من الرؤساء ‏التنفيذيين لمجموعة من ‏البنوك والمصارف الاستثمارية والتجارية في دول ‏الخليج.‏ كما سيشارك عدد من كبار القيادات في أمانة مجلس التعاون الخليجي ‏وهيئات ‏الاستثمارواتحاد غرف دول مجلس التعاون ومجلس الغرف السعودية ‏والغرفة التجارية ‏الصناعية في الرياض كمتحدثين في محاور الملتقى.‏
وأفاد البيان، أنه على الرغم من تنوع الاستثمارات الخليجية في الأصول ‏الخارجية، حيث اتجهت نحو أصول الشركات وتمويل المشاريع والمساهمة ‏في صناديق الاستثمار المغلقة وعمليات الشراء والاستحواذ على الشركات ‏الكبرى بدلاً من التركيز على الأسهم والسندات والأصول العقارية، إلا أن ‏هناك تحديات ماثلة أمامها نجمت عن التأثيرات السلبية لأزمة الأسواق ‏المالية التي يشهدها العالم حالياً, حيث أعلنت رسمياً بعض دول العالم ‏والاقتصادات الكبرى دخولها في مرحلة كساد اقتصادي، فيما تخوف كثير ‏منهم من توقعات خوض مرحلة انكماش حادة في مكوناتها الاقتصادية ‏قريباً، وهو ما يعني تباطؤ النمو وزيادة التوقعات بانخفاض الأرباح وربما ‏التعرض لخسائر فادحة، إضافة إلى صعوبة الحصول على التمويل وتعطل ‏المشاريع وضعف الإقبال على التداول والشراء، والإحجام عن الدخول في ‏الصفقات.‏ وتتزامن خطورة موقف الاستثمار الخارجي مع ما تواجهه دول الخليج من ‏تحديات أخرى من المتوقع أن تشهدها خلال العام الجاري 2009، تبرز ‏منها التجارة الخارجية المعرّضة للتراجع مع انخفاض أسعار النفط الذي ‏يمثل المورد الرئيسي لدول المنطقة بعد التذبذبات الحادة التي تعرضت لها.‏

الأكثر قراءة