دعوة إلى توفير مواقف خاصة للمعوقين بجانب المساجد

دعوة إلى توفير مواقف خاصة للمعوقين بجانب المساجد

مع تزايد أعداد المعوقين في العالم بشكل ملحوظ وكبير خاصة في الآونة الأخيرة من عصرنا الحديث وبعد حدوث الكثير من التغيرات في الحياة وتفشي العوامل الصحية التي تصيب الأم الحامل قبل وأثناء الولادة والمسببة للإعاقة، برز هنا الاهتمام الكبير بفئات المعوقين على جميع المستويات، وتعاظمت نسبة المعوقين في العالم اليوم إلى ما يعادل 13.5 في المائة من مجموع سكان العالم مع بداية القرن الـ 21، ومن الممكن أن تصل إلى 15 في المائة. وعلى هذا فعدد المعوقين في العالم اليوم يصل إلى 900 مليون شخص سيكون أكثر من 80 في المائة منهم من بلدان العالم الثالث والبلدان النامية.
وتشير كثير من الدراسات إلى تعدد أشكال وأساليب رعاية المعوقين ومن بين هذه الأساليب التي حظيت بانتشار واسع في الكثير من دول العالم "أسلوب الدمج". ومفهوم الدمج في جوهره مفهوم اجتماعي أخلاقي يعتمد على مشاركة المعوق في المجتمع الذي يعيش فيه وأنه جزء منه وإحساسه أنه ليس عالة على مجتمعه، وتقديم مختلف أنواع الخدمات والرعاية لهم في بيئة الأفراد العاديين، وهذا يعني عدم عزل هؤلاء الأفراد في مؤسسات خاصة من أقرانهم العاديين.
ويقول المواطن عبدالله القرني أن مملكتنا الرشيدة قد خطت خطوات واسعة في هذا المجال وقدمت الخدمات اللازمة لهذه الفئات باعتبارهم جزءا من المجتمع لهم الحقوق نفسها وعليهم الواجبات نفسها، كما أخذت الدولة - حماها الله - على عاتقها مسؤولية رعايتهم تربوياً وصحياً ونفسياً واقتصاديا واجتماعيا وفي جميع المجالات وركزت على تلبية احتياجاتهم ومتطلباتهم وإعطائهم جميع حقوقهم, وسنّت القوانين الخاصة التي تتضمن ذلك منذ فترة طويلة جداً تماشياً مع متطلبات ديننا الحنيف الذي يحث على المساواة والعدل وعدم التفرقة بين الضعيف والقوي أو الفقير والغني أو الصحيح والمريض, وجعل معيار التمييز بين البشر هو التقوى، كما حث ديننا على رعايتهم والاهتمام بشؤونهم ودعا إلى الرفق بهم وعدم إرهاقهم بالطلب منهم ما يفوق قدراتهم وحسن معاملتهم والتلطف بهم وأكبر دليل على ذلك عتاب الله لرسوله - صلى الله عليه وسلم - في قوله تعالى: (عبس وتولى أن جاءه الأعمى وما يدريك لعله يزكى أو يذكر فتنفعه الذكرى)، والذي يعد دستوراً للعمل الاجتماعي مع هذه الفئات, ويؤكد الله ـ سبحانه وتعالى ـ أهمية العناية بذوي الاحتياجات الخاصة بقوله تعالى: (ليس على الأعمى حرج ولا على الأعرج حرج ولا على المريض حرج).
ويؤكد الشيخ خالد التركي إمام مسجد عمر ين الخطاب بالبديعة سابقا : إن نظرة الإسلام مبنية على حفظ الكرامة والمساواة والعدل والموازنة بين الحقوق والواجبات بينهم وبين العاديين وحقهم في العمل والتعليم والتأهيل والتشغيل.
كما عني الخلفاء الراشدون بأمورهم وبلغ من اهتمام عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ وحرصه على المقعدين أن بادر إلى سن أول شريعة اجتماعية في العالم لحماية المستضعفين والمقعدين بإنشاء ديوان للطفولة والمستضعفين وفرضت للمفطوم والمسن والمعوق فريضة إضافية من بيت المال كذلك أكد عبد الله بن مروان حرصه على فئات المعوقين بسياسة أعطت لكل مقعد خادما ولكل ضرير قائدا ومنعت المعوقين من سؤال الناس, وبلغ من اهتمام الوليد بن عبد الملك أن أنشأ لذوي العاهات داراً خاصة للعناية بهم وأجرى عليهم الأرزاق.
ويشير فيصل المطيري إلى إن التطلعات كبيرة لتغطية النواقص التي نجدها في كثير من مساجدنا من عدم الاهتمام بهؤلاء وكأن هذه الفئة لا تؤدي الصلاة مع الجماعة، وما ينبغي مراعاته ما يلي:
1- توفير موقف خاص لهم بجانب مدخل المسجد.
2- توفير مدخل خاص مع وضع حدائد على جانبي الدرج ليتمسك بها المعوق، ونحو ذلك.
3- توفير مغاسل خاصة للوضوء ليتوضأ فيها المعوق، وهو واقف.
4- تخصيص عدد من دورات المياه لهم لا يدخلها سواهم، وتجهيزها تجهيزاً خاصاً بهم.
5- وضع كراسي داخل المسجد ليستفيد منها المعوق.
6- توفير مصاحف خاصة بهم.
7- تخصيص عدد من الكلمات والخطب التي تتناول قضاياهم وتبين الاهتمام بهم ورعايتهم.
8- قبولهم في حلقات تحفيظ القرآن الكريم.
9- توزيع بعض الكتب والأشرطة لهم التي تلقي الضوء على بعض أحكامهم الخاصة.
10- مشاركتهم في المسابقات التنافسية ونحو ذلك.
ويرى الداعية عبد الله بانعمة أن المعوقين في حاجة إلى مثل هذه الخدمات في المساجد، وأن يكون هناك طريق لعربات الإعاقة لأن بعض المساجد لا يوجد فيها طريق للمعوقين، ونتمنى أن يوفق الجميع لكل خير.

الأكثر قراءة