جريمة القتل تزداد إثما إذا كانت ضد الوالدين
أوضح الدكتور عبد الله السيف أستاذ الشريعة في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية أنه إذا كانت جريمة القتل من أكبر الجرائم في الشريعة فإنها تزداد إثماً إذا كانت ضد الأقارب، وتزداد إثماً إذا كانت في حق الوالدين، وهما أعظم البشر منة على الابن ونفعاً له، وللأسف فإن هذه الظاهرة بدأت تزحف لمجتمعاتنا في غفلة من أعين الرقيب، ولابد معها من وقفة ودراسة وتمحيص.
وأشار إلى أن أسباب هذه الجريمة النكراء والغريبة على مجتمعنا كثيرة، منها:
1. ضعف الدين والإيمان، إذ لا يمكن لمؤمن صادق أن يجرؤ على مهاجمة والديه بالكلام فضلاً عن مهاجمتهما باليد، فضلاً عن الجرأة على تعمد قتلهما، والله عز وجل قد قرن برهما بتوحيده، ويفهم منه أنه يأتي في المرتبة الثانية من الكبائر بعد الشرك بالله، يدل عليه حديث أبي بكرة نفيع بن الحارث رضي الله عنه قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: "ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟ - ثلاثاً - قلنا: بلى يا رسول الله، قال: الإشراك بالله، وعقوق الوالدين.. متفقٌ عليه". وجريمة القتل في حد ذاتها جريمة نكراء فكيف إذا اجتمع معها العقوق الذي هو أكبر الكبائر بعد الشرك! والعياذ بالله.
2. بعض وسائل الإعلام التي تربي النشء على الجريمة وتدربهم على فنونها، وتسهلها عليهم، وتجعلهم يستمرئونها، وجيل اليوم الذي يمارس هذه الجرائم هو إفراز طويل الأجل لهذه الوسائل الإعلامية، وصيحات التحذير من أفلام العنف ليست في العالم الإسلامي، بل حتى في الدول التي تصدر مثل هذه الأفلام مثل أمريكا وغيرها، ويشمل ذلك الأفلام، وأخطر منها: ألعاب الأتاري وسوني وألعاب الحاسب والإنترنت التي تجعلك تمارس هذه الجريمة ولا تكتفي بمجرد المشاهدة، حيث يجعلك البرنامج تحمل المسدس أو الأسلحة العنيفة وتطلق النار بكل عنف وتتعود عليه العقول الغضة البريئة حتى تتعود عليه ويتخرجون وفي عقولهم الباطنة التعود على الجريمة، وإن لم نصح من غفلتنا ونعالج مثل هذه الأمور فسيكون المقبل أخطر، ولابد أن تنتبه قنواتنا العربية من أفلام العنف وتتقي الله في مجتمعاتنا وأطفالنا منها.