د. زغلول النجار: المنهزمون يرون أن الإعجاز العلمي نوع من المقارنة مع الغرب

د. زغلول النجار: المنهزمون يرون أن الإعجاز العلمي نوع من المقارنة مع الغرب

أوضح الدكتور زغلول النجار رئيس لجنة الإعجاز العلمي في القرآن الكريم بالمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في القاهرة أن توافق النص القرآني مع الحقيقة العلمية يعد شهادة صدق للقرآن الكريم، وأنه لا يمكن أن يكون صناعة بشرية، خاصة أن أغلب هذه الحقائق لم يدركها الإنسان إلا في القرنين الماضيين، والقرآن قد نزل منذ 14 قرنا، وأبان أنه لا ينبغي أن نقول علاقة القرآن والعلم، لأن القرآن أصلا كتاب هداية، يعلم ربُنا بعلمه المحيط عجز الإنسان عجزا كاملا عن وضع أية ضوابط صحيحة لنفسه فيها من قبل قضايا العقيدة وهي غيب، كما أن العبادات أوامر إلهية خالصة، والمعاملات من ضوابط السلوك، والتاريخ يؤكد لنا عجز الإنسان عجزا كاملا عن الاحتكام لأيّ ضوابط صحيحة من تلقاء نفسه في أيّ من هذه القضايا التي تشكل ركائز للدين، ولذلك فإن ورود عدد من الحقائق العلمية في القرآن الكريم ليس أمرا مقصودا بذاته لأن كل الآيات الكونية في كتاب الله جاءت لتشهد للخالق ـ سبحانه وتعالى ـ بالألوهية والربوبية والوحدانية المطلقة، فوق جميع خلقه، فتبقى هذه الآيات الكونية دعوة لجميع الناس في زمن العلم والتقنية التي نعيشها لكي يؤمنوا أنّ القرآن الكريم هو كلام رب العالمين، ويصدق بنبوّة الرسول الخاتم ـ صلى الله عليه وسلم ـ.
وأكد الدكتور النجار أن ما يقوله البعض إن الإعجاز العلمي نوع من المقارنة مع الغرب أو رغبة بالفرار من الإحساس بالفشل العلمي يعد كلام منهزمين، لأن العلم لا جنسية له، والرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ يرشدنا بقوله الشريف: (الحكمة ضالة المؤمن أنّى وجدها فهو أولى الناس بها) ونحن نعيش في زمن العلم ولا يجوز لنا أن نجهل ما توصل إليه الإنسان من تقدّم علمي وتقني فيما قد تخلفت أمتنا فيه، وذلك لأنّ الناس يحبون أن يخاطبونا بأحدث ما وصل إليه الإنسان من معارف، فلن يكون كافيا في زمن العلم أنْ أدعو إلى الإسلام بالأسلوب نفسه الذي اتبع في القرون الماضية، بل لابد للدعوة إلى هذا الدين الذي لا يرتضي ربنا ـ تبارك وتعالى ـ من عباده دينا سواه باللغة التي يفهمونها.
وانتقل للحديث عن البحث العلمي في الوطن العربي فقال إنه استطاع أن يخرج منه عديد من الكفاءات العلمية المتميزة، فأغلب الجامعات الأوروبية مسؤولوها ومسؤولو الأقسام العلمية فيها عرب مسلمون ومنهم من وصل إلى نائب رئيس جامعة، فجامعة "ماجيل" في كندا والتي تعد من أكبر خمس أو ست جامعات في العالم - على سبيل المثال - مسؤولوها مصريون عرب، نحن فقط نفتقد المنظومة الإدارية والمالية التي تحسن توجيه هذه الكوادر البشرية، كما ينقصنا المال الذي نستطيع به أن ننفق على البحث العلمي في أوطاننا العربية.

الأكثر قراءة