رسالة الخطأ

لم يتم إنشاء الملف.


بين الكهول والشباب

ما الذي تغير فينا؟ أو بصيغة أخرى، ماذا حدث لنا؟ ولماذا صرنا نتبرم من أشياء كنا إلى ما قبل سنوات محدودة متصالحين معها؟ السؤال مادة حديث مألوفة وتتكرر بشكل أو بآخر دوما. قال صديق يعتقد دوما أنه على حق وأن الآخرين على خطأ: كان الأولى أن تسأل، هل هذا التغير حقيقي أم أنه مصطنع من قبل الإعلام؟ الحقيقة أنني لم أكن محتاجا للرد، فقد تحدث أكثر من شخص، كانت حصيلة الحديث أن مجتمعنا الشاب هو الذي يعطي للتغيير قوته الدافعة، فحينما تعلو أصوات هؤلاء الشباب فهي تعكس بشكل دقيق احتياجاتهم. إن صياغة قراراتنا ورؤانا واستراتيجياتنا تستحضر أصوات الشباب والفتيات لأنهما قوام هذا المجتمع وأطياف الشباب نحو 60%. أحيانا عندما يشهد الإنسان تصرفا، ويتهيأ للغضب، يتذكر أن استحقاقات مرحلة الشباب تنطوي على اندفاع، على العكس من مرحلة الكهولة التي يتسلل من خلالها البطء في كل شيء. إن التغير الذي تشهده المجتمعات هو الأمر الطبيعي. لكن من الضروري أن يتنامى في دواخلنا مفهوم استيعاب هذه التغيرات، وعدم ممارسة الإقصاء، فقد أثبتت الأيام أن إقصاء الجديد في التقنيات وفي المفاهيم والأفكار التي لا تتعارض مع جوهر قيمنا كان مجرد سد للشمس بغربال. إن بين الشباب حاليا من يرون ـ مثلا ـ أن توجيه الأماكن التي يلتقي فيها الشباب "الكوفي شوب" بالإغلاق الساعة الثانية عشرة ليلا ليس حلا، ... بل إن بعضهم يرى أن جلوسه في الـ "كوفي شوب" أفضل من دورانه المستمر في السيارة، أو حتى تغيير مكان جلوسه من مكان عام إلى شقة خاصة للعزاب أو استراحة. ليت مجلس الشورى في تشكيله الجديد يستأنس بآراء الشباب والفتيات خاصة عندما يناقش قضايا خاصة بهم فالكهول غالبا يتحدثون عما ينبغي أن يكون، وينسون ما هو كائن في الواقع!!

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي