رسالة الخطأ

لم يتم إنشاء الملف.


تزوير الأرقام

الدراسة التي أعلنتها إحدى الشركات تشير إلى أن نحو 90 في المائة من المجتمع السعودي يؤيدون فتح دور للسينما، ورغم أن هذا يوافق هوى في نفسي، لكنني أخاف من خدعة الأرقام. لم تقل الدراسة، في كل ما نشرته الصحف: كم نسبة العيّنة؟ وكم عدد المناطق التي شاركت في مثل هذه الدراسة؟
خدعة الأرقام ليست صناعة محلية، فنحن دوما نقرأ أرقاما غريبة ومعلومات متناقضة، على غرار: شرب ثلاثة أكواب من الشاي يقي المرأة سرطان الثدي، أو تناول حبة تفاح قبل النوم مفيدة، فيما تأتي دراسات لتنقض هذا وتشيع أن تناول حبة التفاح في الليل مصدر مرض. هذه الفوضى في مسألة الإفصاح عن الأرقام، انتقلت إلى مجتمعنا. في فترة سابقة قيل إن 35 في المائة من أفراد المجتمع السعودي يعانون العجز، وبعضهم بدأ يتوسع في النسبة حتى أوصلها إلى 70 في المائة. وفي سياق هذه المعلومة، جال أطباء وطبيبات يعملون في القطاع الخاص مختلف أرجاء المملكة لتقديم محاضرات تعطي للناس إيحاء بحاجتهم إلى العلاج، رغم أن الأنظمة الصحية والأخلاقية في أوروبا، تحظر على شركات الأدوية الترويج لمنتجاتها إلا في حدود معينة. أذكر أنني زرت مع عدد من الزملاء الصحافيين منذ سنوات إحدى شركات الأدوية في إيرلندا، حرصت الشركة على التأكيد بالتزامها بالقوانين الأوروبية، معتبرة أن إسهاماتها في الإنتاج خاضعة لاشتراطات لا يمكن أن تتجاوزها. هناك منشآت صحية في العالم العربي وسواه تغرس في ذهنك أنك مريض، ولكنك لا تعلم، وأنها وحدها القادرة على اكتشاف ما لا تعرفه من علل في جسدك. طغيان الأرقام الحقيقية والزائفة، جعل التعامل مع الأرقام الحقيقية يشوبه نوع من اللامبالاة، مثل أن نسب الإصابة بالسرطان في السعودية تتزايد سنويا بنسبة 11.6 في المائة. وأن هناك 13 ألف حالة سرطان في السعودية في 2007 فقط. نحن بحاجة إلى جهة رقمية محايدة تقول لنا الحقيقة.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي