رسالة الخطأ

لم يتم إنشاء الملف.


كلام عابر

قرأنا وسمعنا كثيرا من المقالات والخطابات والأمنيات التي تتوجه إلى الوزراء وأعضاء الشورى الجدد. أتصور أن حجم الرسائل التي تم توجيهها إليهم من الكثرة بحيث يصعب على المرء إحصاؤها. لكننا في المقابل لم نسمع من الوزراء إلا النادر القليل، وهو في الغالب كلام رسمي. أحد الوزراء جمعتني به صدفة. عادة أنا أفضل أن أكون مستمعا أكثر مني متحدثا، لكنني آثرت أن أسأل، خاصة أن المجلس لم يكن فيه غير ثمانية أشخاص. قلت له: ما شعورك وأنت تقرأ كل هذا الكم من الكلمات والطلبات والأمنيات؟ ألا تشعر أحيانا أنك بحاجة إلى الرد؟ صمت الرجل قليلا ثم قال: هناك كثير من الأمنيات، تقف أمامها عوائق غير مرئية بالنسبة للكاتب. تابع الوزير: الميزانيات تخذلك، الكفاءات البشرية، وارتفاع حجم الأوليات. شرح الوزير كل نقطة بإسهاب. قال الرجل: البعض يتصور أن التوزير ترف، هؤلاء لا يرون أرتال الحقائب الكبيرة التي تتضمن معاملات وقضايا كلها عاجلة، خاصة بالنسبة لمن تخصهم تلك المعاملات. هنا قد يسألني إنسان: ما أهمية هذا الموضوع أو ذاك؟ بحيث يتعامل معه الوزير بشكل عاجل؟ تابع الرجل: هذا الشخص ينظر للمسألة من زاويته وليس من زاوية المستفيد. بينما المطلوب من الوزير أن يتعامل مع كل حالة وهو يتلمس احتياجات المستفيد الحقيقي. كلام الوزير فتح نقاشا طويلا بين الحضور. خاصة عندما أقسم الرجل أنه لا ينام سوى ساعات محدودة للغاية، وجلّ وقته يمضي في معالجة تفاصيل صغيرة وكبيرة.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي