قطيعة الرحم كبيرة من كبائر الذنوب

قطيعة الرحم كبيرة من كبائر الذنوب

شدد الشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان على أهمية صلة الأرحام ووجوب ذلك على كل مسلم، وقال فضيلته إن الله ـ سبحانه وتعالى ـ أوجب هذه الصلة وحرَّم قطيعتها؛ يقول تعالى: (وَاعْبُدُواْ اللَّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى) [النساء: 36.]، وقال تعالى: (وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ) [الروم: 38.]، وقال تعالى: (وَاتَّقُواْ اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) [النساء: 1.].
والآيات والأحاديث في هذا المعنى كثيرة كلها توجب هذه الصلة للأرحام، وتُحرِّم قطيعتها. كما أن الله ـ سبحانه وتعالى ـ قد لعن قاطع الرحم؛ لقوله تعالى (فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ، أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ) [محمد: 22-23.].
فقطيعة الرحم كبيرة من كبائر الذنوب بلا شكٍّ، وعظيمة وتُوجِب تأخير المغفرة للقاطع؛ كما جاء في المتشاحنين، وأن الله ـ سبحانه وتعالى ـ يقول: "أنظِروا هذين حتى يصطَلِحا" [رواه الإمام مسلم في "صحيحه" (4/1987) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه].
وهذا فيه خطورة عظيمة على المسلم، وفيه ضرر عاجل وآجل.
وأكد فضيلته على شناعة بعض الأقوال التي تصدر من بعض الناس حول صلة الرحم ومنها قول بعضهم إن كان دخول الجنة لا يحصل إلا عن طريق فلان؛ فأنا لا أريدها. هذا كله من الكلام الفظيع، وكله من مجاراة الشيطان والهوى.
فيجب التوبة إلى الله ـ سبحانه وتعالى ـ، وصلة ما بينهم، وألا يتمادوا مع عدوهم الشيطان، لا سيما إذا كان بينهم رابطة عائلية؛ لأن هذا سيؤثر في ذرياتهم، فينشأ الجميع متقاطعين متعادين فيما بينهم، والخطر في هذا عظيم، والواجب التوبة إلى الله ـ سبحانه وتعالى ـ.
وكما في الحديث الذي ذكره السائل: "لا يَحِلُّ لمسلمٍ أن يَهجُرَ أخاهُ فوقَ ثلاث" [رواه الإمام مسلم في "صحيحه" (4/1984) من حديث أبي أيوب الأنصاري ـ رضي الله عنه.]؛ فالهجر – وهو ترك الكلام مع الشخص أو ترك زيارته أو الاتصال به – لا يحل فوق ثلاث، وأما إن كان لأجل دينه من أنه عاص لله ورسوله، ونُصِح، ولم يمتثل؛ فالهجر في حقه إذا كان يزجره عن المعصية ويؤثر فيه فإنه يكون واجبًا، ولو زاد على ثلاثة أيام، حتى يتوب إلى الله ـ سبحانه وتعالى ـ، وهذا من حقوق الإسلام: أن يُهجَرَ العصاة الذين أبوا أن يتوبوا إلى الله ـ سبحانه وتعالى ـ حتى يتوبوا.

الأكثر قراءة