افتتاح أول مدرسة لتخريج أئمة المساجد في ألمانيا
تشهد العاصمة الألمانية برلين قريبا افتتاح أول مدرسة خاصة لتأهيل وتخريج أئمة المساجد من خلال الدراسة باللغة الألمانية في أول مبادرة من نوعها في البلاد.
وقال ألكسندر فايجر مدير المدرسة في تصريح له إن الشبان المسلمين سيتلقون تأهيلا يسمح لهم بعد الانتهاء منه بالعمل كمعلمين لمادة التربية الإسلامية في المدارس أو كأئمة مساجد.
وأضاف أن الدراسة ستبدأ بتأهيل 32 طالبا سيجري توزيعهم على فصلين دراسيين، وذكر أن المدرسة تنتظر في الوقت الحالي التسجيل الرسمي في قائمة مدارس العاصمة برلين.
وأوضحت وكالة الأنباء الألمانية أن التأهيل الرسمي لأئمة المساجد يجري عادة في الولايات الألمانية التي تكثر فيها الجاليات الإسلامية, لكن المدرسة الجديدة في برلين هي الأولى من نوعها التي تعتمد على الاستقلال في العمل والتمويل الذاتي.
ولا تحظى شهادات التخرج في المدارس الخاصة باعتراف الدولة ولكن المدارس تلتزم في هذه الحالة بتقديم المنهج الدراسي وطريقة التأهيل والأهداف التعليمية للحصول على التسجيل اللازم في قائمة المدارس.
وتشير دراسة أجراها المعهد المركزي للأرشيف الإسلامي في ألمانيا, إلى أنه على الرغم من الصعوبات التي يواجهها المسلمون في بناء دور العبادة الخاصة بهم ـ يقصدون المساجد ـ إلا أن أعداد المساجد تتزايد في الوقت الذي تتقلص فيه أعداد الكنائس داخل ألمانيا التي تدين بالمسيحية ولا تعوق بناء الكنائس كما هو الحال مع المساجد.
وفق الأرقام الحكومية الصادرة عام 2007 يبلغ عدد المسلمين في ألمانيا نحو 3.4 مليون مسلم من أصل العدد الإجمالي لسكان ألمانيا البالغ نحو 82 مليون نسمة (أي نحو 4.1 في المائة من السكان). وبذلك يعد المسلمون في ألمانيا أكبر الأقليات الدينية بعد المسيحيين, حيث إن البروتستانت والكاثوليك هم الأكثرية.
أكثر من نصف مسلمي ألمانيا هم المواطنون الأتراك، حيث يوجد في ألمانيا نحو 1.8 مليون شخص ينحدرون من تركيا. كما توضح بيانات الأجانب أن الجماعات الأخرى الكبرى من المسلمين هم من البوسنة (نحو 160 ألفا) والمغاربة (نحو 70 ألفا) ومن إيران (نحو 60 ألفا) ومن أفغانستان (نحو 55 ألفا). وبشكل عام فإن 90 في المائة من مسلمي ألمانيا ينحدرون من أصول غير عربية.
كما تشير دراسات إلى أن المستقبل في ألمانيا ربما يكون للإسلام, خاصة في ظل انخفاض أعداد المواليد الألمان, فإن بناء المساجد في ألمانيا شهد قفزة منذ عام 2004 ليرتفع من 141 إلى نحو 159 مسجدا، بينما لا يزال 128 مسجدًا في طور الإنشاء.
وذكرت الدراسة أن الزيادة الواضحة في بناء المساجد في ألمانيا يقابلها انكماش واضح في دور العبادة المسيحية، وهو الأمر الذي اعتبره سالم عبد الله رئيس المعهد المركزي للأرشيف الإسلامي في ألمانيا أمرا عاديا وملحوظا منذ فترة, ملقيا باللوم على قادة الكنيسة.
تجدر الإشارة إلى أن بداية هجرة العرب التي تعد أساس الوجود العربي الإسلامي الحاضر في أوروبا تعود إلى منتصف القرن الـ 19 عندما وقعت بعض البلدان العربية والإسلامية ضمن دائرة الاستعمار الأوروبي، وبالنسبة إلى ألمانيا بدأت الهجرة الكبرى بعد الحرب العالمية الثانية لكونها كانت في حاجة إلى الأيدي العاملة لسد النقص الشديد الذي خلفته الحرب.