ارتفاع عقود النفط دولارين بفعل آمال "التحفيز" و"أوبك"
ارتفعت العقود الآجلة للنفط الخام الأمريكي أكثر من دولارين أمس، بفعل ما قالت مصادر إنها آمال بموافقة الكونجرس الأمريكي على حزمة تحفيز اقتصادي هذا الأسبوع وحديث منظمة "أوبك" عن تخفيضات إنتاجية جديدة وضعف الدولار.
وأضافت المصادر أن قوة الدعم حول 40 دولارا رغم كآبة أنباء الاقتصاد ولا سيما خسائر الوظائف وانحسار الطلب وارتفاع مخزونات الخام عزز أيضا أسواق النفط. وأثناء التعاملات ارتفع سعر الخام تسليم آذار (مارس) في بورصة نيويورك التجارية (نايمكس) 2.21 دولار أي ما يعادل 5.5 في المائة مسجلا 42.38 دولار للبرميل بعد تداوله في نطاق 39.58 إلى 42.43 دولار.
وقال عبد الله البدري الأمين العام لـ "أوبك" أمس، إن المنظمة مستعدة لخفض مزيد من الإنتاج في اجتماعها في آذار (مارس) لكنه أوضح أنه يود أن يرى أولا التزاما تاما بالتخفيضات الحالية.
وأبلغ البدري الصحافيين أن التزام "أوبك" بتخفيضات النفط الحالية وقدرها 4.2 مليون برميل يوميا يبلغ نحو 80 في المائة وذلك بناء على بيانات أولية وهو ما يزيد على بعض التقديرات.
وقال البدري مشيرا إلى اجتماع "أوبك" في فيينا في 15 آذار (مارس) "إذا رأينا أننا لا نزال بحاجة لمزيد من العمل فأنا واثق أن المؤتمر سيأخذ إجراءات أخرى لإشاعة التوازن في السوق".
وكان رئيس "أوبك" ووزراء نفط العراق وفنزويلا وإيران أعضاء المنظمة قد طرحوا جميعا احتمال خفض "أوبك" الإنتاج بشكل أكبر إذا تقلص الطلب على النفط واستمرت الضغوط على الأسعار بسبب التباطؤ الاقتصادي العالمي.
وذكر البدري أنه لا يزال يتعين على "أوبك" خفض نحو 900 ألف برميل يوميا لكي تصبح ملتزمة تماما بالتخفيضات المتفق عليها وهي 4.2 مليون برميل يوميا. وقال "لنحقق هذا أولا ثم نخفض كمية أخرى إذا لزم الأمر". ومضى قائلا "نحن بحاجة لعمل جاد من أجل خفض باقي الكمية".
وأضاف البدري الذي كان يتحدث للصحافيين على هامش مؤتمر في لندن، أن أعضاء "أوبك" أجلوا 35 مشروعا من بين 150 مشروعا متوسط وطويل الأجل في مجال عمليات المنبع (التنقيب والإنتاج) إلى ما بعد عام 2013 .
ومضى قائلا إنه إضافة إلى ذلك فقد خسرت "أوبك" إيرادات حجمها 356 مليار دولار في الفترة بين تموز (يوليو) 2008 وكانون الثاني (يناير) 2009 مع هبوط أسعار النفط. وقال "هذه خطة تحفيز قدمتها دول أوبك للعالم".
من ناحية أخرى، ذكر محمد الهاملي وزير النفط الإماراتي الذي يحضر المؤتمر أيضا، أن أسعار النفط بمستوياتها الحالية عند 40 دولارا للبرميل منخفضة بدرجة يصعب معها جذب استثمارات كافية لإنتاج إمدادات جديدة.
وقال الهاملي أمام مؤتمر في لندن إنه لا يرى أي بادرة بعد على انتعاش الاقتصاد العالمي. وأضاف "سعر النفط الخام يبلغ نحو نصف المستوى المطلوب لجذب استثمارات كافية في الصناعة".
وقال "لقد اكتسبت الأزمة سريعا أبعادا عالمية ولا نرى ضوءا في نهاية النفق". وأضاف "من الواضح أنه إذا ظلت أسعار النفط منخفضة لفترة أطول كثيرا فإن الموقف السلبي من الاستثمار سيتفاقم إلى درجة تنشأ معها أزمات نقص كبيرة في الإمدادات عندما تتلاشى المتاعب الاقتصادية الحالية".