حملة الطاقة الخضراء تطارد أهدافا متحركة

حملة الطاقة الخضراء تطارد أهدافا متحركة

مع أن لمختلف الولايات الأمريكية تاريخا طويلا مع قضايا الطاقة المتجددة وتحديد نسب مئوية معينة لإنجازها في وقت معين، إلا أن التجارب أثبتت أنه مع سهولة تحديد الأهداف إلا أن طريق الوصول إليها ليس ممهدا دائما.
فكثير من الولايات وضعت هدفا أن تحصل على نسبة 10 إلى 15 في المائة من الطاقة الكهربائية التي تستخدمها من مصادر طاقة متجددة، وبذلك تمكنت من توسيع قاعدة استخدام التوربينات التي تعمل بالريح والطاقة الشمسية خاصة في الجانب الغربي من البلاد، ولو أن الوضع النهائي يظل أقل مما يطمح إليه الساسة في واشنطن.
ويحيط بقضايا الطاقة المتجددة شيء من الضبابية، خير ما تعبر عنه الإعلانات التي ينشرها آل جور نائب الرئيس السابق بيل كلينتون، الذي أصبح مهتما بقضايا التغير المناخي، وبالتالي فهو يدعو إلى التركيز على استخدام الطاقة المتجددة، وهو هدف يقول إنه ممكن التحقيق في غضون عقد من الزمان، لكن الخبراء لا يزالون محتارين حول كيفية تحقيق هذا الهدف.
وفي واقع الأمر فإن أكثر من نصف الولايات الخمسين لها أهداف تتعلق بالطاقة الخضراء، لكن المعايير المعتمدة تبدو جديدة للدرجة التي يصعب معها القيام بتقييم معتمد لنسبة ما أنجز فعلا في مسعى زيادة اللجوء إلى الطاقة المتجددة على حساب الأحفورية، الأمر الذي يجعل احتمالات النجاح والفشل تراوح بين 50 و50 في المائة.
فولايتا كونيكتيكت وماساشوتس تبنتا خطا متشددا يقوم على فرض غرامات على المرافق التي لم تنجح في الوصول إلى الأهداف المحددة. والشيء نفسه مع أريزونا ونيفادا. كاليفورنيا ونيويورك يبدو أنهما استعدتا من جانبهما وتهيأتا إلى أنهما لن تتمكنا من تحقيق الأهداف الموضوعة خلال فترة العامين المقبلين.
لكن من ناحية أخرى، فإن ولاية مثل تكساس تمكنت حتى من تجاوز الهدف الموضوع وذلك عن طريق تركيزها على الطاقة المولدة من الرياح، وهي نجحت حاليا في الوصول إلى الهدف الذي كان ينبغي لها تحقيقه في 2015، إذ تحصل على 4.5 في المائة من الكهرباء التي تستخدمها من طاقة الرياح. نيو مكسيكو تحصل على 6 في المائة من احتياجاتها من الطاقة المتجددة، وتهدف إلى زيادة النسبة إلى 10 في المائة في غضون عامين.
ومع أن الهدف قومي، إلا أن الولايات تختلف في الخطط والاستراتيجيات التي تتبعها للوصول إلى النتيجة المرجوة، فالبعض وضع أهدافا متواضعة في البداية تمكن من تحقيق جزء كبير منها، بينما اعتمدت ولايات أخرى أهدافا طموحة للغاية، مثل ولاية ماين التي وضعت هدف 30 في المائة. أحد دوافعها لذلك أن في الولاية موارد مائية كبيرة يمكن توليد الكهرباء من خلال الخزانات.
كما أن هناك بعض الأسئلة التي لا تزال مطروحة مثل كيفية تأمين تعاقدات طويلة الأمد لإمدادات الطاقة المتجددة، وكيفية تنفيذ الغرامات التي تفرض على المرافق المتخلفة عن تحقيق أهدافها، إذ تقوم هذه المرافق في العادة بتحميلها للمستهلك، وهو ما ينعكس على المسؤولين وسياساتهم فيما بعد.

الأكثر قراءة