أمريكا تنقذ مؤسساتها على حساب مسؤوليتها الدولية عن الفقر والجوع في العالم
أكد الشيخ الدكتور محمد صباح السالم الصباح نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية ووزير النفط بالوكالة ضرورة حماية الدول الأكثر فقرا ومساعدتها على تجاوز الأزمة المالية العالمية بأقل الأضرار.
وقال الشيخ محمد لدى افتتاحه مؤتمر الشبكة الدولية للتنمية (جي دي ان) الذي
يستضيفه الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي ويستمر يومين إنه من غير المقبول أن تقدم الولايات المتحدة وأوروبا ثلاثة تريليونات دولار لإنقاذ مؤسساتها
المصرفية في حين تفشل في توفير واحد على ألف من هذا المبلغ لمساعدة الدول الفقيرة على مواجهة الجوع والمرض.
وأضاف أن الكويت دأبت خلال العقود الثلاثة الماضية على تقديم مساعدات تنموية
إلى الدول النامية والأقل نموا بلغت 2 في المائة من إجمالي الناتج المحلي أي نحو ثلاثة أضعاف النسبة المتفق عليها في مؤتمر مونتري قبل ست سنوات وهي 0.7 في المائة. وأشار إلى أن ما قام به الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية ومنذ إنشائه في
عام 1961 من جهود تنموية شملت ما يزيد على 100 دولة من الدول النامية وذلك من خلال تقديم قروض ومنح ميسرة لمشاريع البنى التحتية التي بلغ عددها حتى الآن 750 مشروعا. وأوضح أن هذه المشاريع غطت قطاعات مختلفة كالزراعة والنقل والاتصالات والطاقة والمياه والصحة والتعليم بقيمة إجمالية بلغت 14.5 مليار دولار، كما أن الصندوق ومنذ إقرار هيئة الأمم المتحدة للأهداف الإنمائية للألفية في عام 2000 اتخذ إجراءات عدة من أجل دعم جهود الدول النامية في محاربة الفقر والجوع.
وقال إن ذلك تم من خلال تشجيع الدول المستفيدة على لمنح أولوية لتمويل مشاريع
القطاعات الزراعية وتوفير المزيد من الخدمات في قطاعي الصحة والتعليم فضلا عن
مشاريع المحافظة على البيئة.
وأضاف أن الكويت وانطلاقا من إدراكها لأهمية التعاون العربي المشترك لتحقيق أهداف التنمية فقد استضافت أول قمة عربية اقتصادية بتاريخ 19 و 20 من شهر كانون الثاني (يناير) الماضي حيث بحثت في قضايا متعددة تتعلق بدعم مسيرة واستراتيجيات التنمية في المنطقة العربية.
وأوضح أن القمة توجت بقرارات مهمة في جوانب مختلفة تتعلق بالتكامل والتعاون في
المجالات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية ومن بينها تفعيل دور القطاع الخاص ودعم
الأنشطة الاقتصادية الصغيرة والمتوسطة الحجم وذلك من خلال توفير موارد مالية بنحو ملياري دولار أسهمت الكويت بمبلغ 500 مليون من رأسماله مع دعوة الدول العربية الأخرى للمساهمة.
وحذر الشيخ محمد من تعثر التنمية المستدامة التي تواجه تحديات عدة يتمثل أحد
جوانبها في ما تتعرض له البيئة من اختلالات في التوازن المطلوب ما بين التنمية
والبيئة التي تحيط بها الأمر الذي حدا بالكويت إلى تخصيص مبلغ 150 مليون دولار
لتمويل أبحاث بشأن الحد من الاحتقان الحراري.
وأكد أن حقيقية أن النفط مورد ناضب تفرض ديناميكية خاصة في التحليل الاقتصادي
للعلاقة بين الموارد الطبيعية والتنمية وهنا تبرز محورية عدالة توزيع الدخل بين
الأجيال فلا يحق للجيل الحالي أن يستهلك المورد الناضب على حساب الأجيال القادمة.
وأوضح الشيخ محمد أن هذا بالفعل ما قامت به الكويت عندما أنشأت قبل أكثر من ثلاثة عقود صندوق الأجيال القادمة الذي هو بمثابة ضريبة يفرضها الأحفاد على الأجداد ليؤمنوا لأنفسهم وأحفادهم من بعدهم مستوى من الثروة في حالة نضوب
النفط. وأكد أنه ورغم الإنجازات التي حققتها السنوات الأخيرة الجهود الإنمائية من
خلال التعاون بين الدول النامية والدول المانحة ومنظمات الأمم المتحدة ومؤسسات
التنمية الوطنية والإقليمية والدولية إلا أنها لم تحرز التقدم المنشود في جوانب معينة من التنمية وفي مقدمتها تخفيض نسبة الفقر والجوع التي ما زالت تمثل التحدي الأكبر في قائمة الأهداف الإنمائية التي أقرتها الأمم المتحدة في أيلول (سبتمبر) عام 2000.
وأشار إلى أن تحقيق هذا الهدف تعرض إلى نكسة جراء أزمة الغذاء التي ظهرت بوادرها في العام الماضي والتي ترجع إلى أسباب عديدة، مشيرا إلى أن الكويت أنشأت في العام الماضي صندوق الحياة الكريمة لتمويل الأبحاث في القطاع الزراعي وتقديم المساعدات العاجلة للدول الأكثر تضررا بأزمة الغذاء وتبرعت بمبلغ 100 مليون دولار له كما خصصت مبلغ 300 مليون دولار لمكافحة الفقر والمرض في إفريقيا.
من ناحيته، أوضح المدير العام رئيس مجلس الإدارة في الصندوق العربي الاجتماعي عبد اللطيف الحمد أن انعقاد مؤتمر الشبكة العاشر في مقر الصندوق يأتي ضمن الجهود الرامية إلى مكافحة الجوع والفقر إضافة إلى تخفيف المعاناة الإنسانية في أنحاء متفرقة من عالمنا.
وأشار إلى أن الإحصائيات والتقارير الدولية المتخصصة التي نشرت أخيرا من قبل
عديد من المنظمات الدولية نبهت إلى ضرورة التكاتف والعمل بوتيرة وكفاءة عالية
واقتدار لمواجهة هذه التحديات الجسيمة في ظل وجود 800 مليون نسمة من سكان كوكبنا سيواجهون احتمالات خطر الجوع والفقر والمجاعة في الفترة المقبلة.