اتجاهات الطاقة: تحالفات عالمية جديدة تتميز بالخطورة وعدم الاستقرار
ينخرط العالم الآن في صراع قوى عالمي يدور حول الطاقة، وسيؤدي تضارب مصالح الدول المتقدمة والنامية في النهاية إلى ظهور نظام عالمي جديد للطاقة، حيث إن تزايد الطلب وتناقص الموارد سيقيم تحالفات عالمية جديدة تتميز بالخطورة وعدم الاستقرار. من المتوقع أن تقل أهمية الدول التي نضبت مواردها تاركة مكانها للدول ذات الموارد الطبيعية من مصادر الطاقة والمواد الخام المعدنية.
لن تكون الدول الأقوى في هذا النظام العالمي الجديد بالضرورة هي الأقوى عسكريا، وبدلا من السعي لبناء جيوش قوية ستتجه للبحث عن مصادر جديدة للطاقة.
يشير الكتاب إلى أن الجيش الأمريكي يعد واحدا من أكبر مستهلكي النفط في العالم، ففي الحرب العالمية الثانية كان يستهلك جالونا واحدا من النفط لكل جندي يوميا. وفي حرب عاصفة الصحراء (1990-1991) زادت الكمية إلى أربعة جالونات، وفي الحروب الحالية في العراق وأفغانستان وصل الاستهلاك إلى 16 جالونا يوميا لكل جندي. وأشارت دراسة أجرتها وزارة الدفاع الأمريكية إلى أن نقص النفط سيحد من العمليات العسكرية الأمريكية في جميع أنحاء العالم.
يؤكد الكتاب أن احتياجات الطاقة ستزيد لكل من الدول النامية والدول المتقدمة، وقدرت وزارة الطاقة الأمريكية أن الصين ستكون أكثر الدول استهلاكا للطاقة في العالم بحلول 2030. وحاليا تنافس الصين اليابان بالفعل والتي تعد ثاني أكبر مستهلك للطاقة في العالم. وكلتاهما تتطلعان إلى الدول الغنية النفط مثل نيجيريا وكازاخستان، بينما تعتمد الولايات المتحدة على فنزويلا التي تمدها بأكثر من 10 في المائة من واردات النفط إليها على الرغم من أن الرئيس الفنزويللي هوجو شافيز يجاهر بانتقاد سياسات الولايات المتحدة.
وعلى المستوى العالمي تتضاءل موارد الطاقة في الوقت الذي يزيد فيه عدد سكان العالم ويتزايد فيه الطلب على الطاقة، حيث تشير التقديرات الأمريكية إلى الحاجة إلى زيادة الإنتاج العالمي من النفط بنسبة 57 في المائة على مدار العقدين المقبلين لتغطية الطلب.
إلا أن خبراء الطاقة يقولون إن كل النفط سهل الاستخراج قد تم استخراجه بالفعل. ويعد اللجوء إلى موارد الطاقة الأخرى كاليورانيوم والفحم والغاز الطبيعي مكلفا وخطيرا, بينما من المتوقع ألا تمثل الموارد المتجددة للطاقة سوى 8 في المائة فقط من إجمالي الطاقة العالمية بحلول عام 2030.
تسعى الهند والصين إلى مزيد من استكشاف النفط، وهو ما يرجع إلى عدد السكان الكبير فيهما وخطط التوسع الاقتصادي المهولة. يصل متوسط الدخل في الصين إلى ستة آلاف دولار سنويا للفرد، ويسعى أفراد الطبقة الوسطى بها إلى امتلاك سيارات.
تسعى الصين حاليا إلى بناء بنيتها التحتية ومن ثم فهي تستهلك كما أكبر من الصلب والنحاس والألمونيوم أكثر من أي دولة أخرى في العالم. وبحلول عام 2030 تتوقع وزارة الطاقة الأمريكية أن تمثل الصين 20 في المائة من الاستهلاك العالمي للطاقة.