تحدي أوباما: الخروج بأمريكا من الأزمة الاقتصادية بأقل الخسائر

صدر هذا الكتاب قبل ظهور نتيجة الانتخابات الأمريكية مفترضا أن أوباما سيتم انتخابه رئيسا للولايات المتحدة. يتناول الكتاب الانتخابات الرئاسية وسياسات الحوكمة في فترة الأربع سنوات بينها لأكثر من ثلاثين عاما خلت.
يرى مؤلف الكتاب بحكم خبرته أن حجم المشكلات التي تواجه العالم الآن وتعقيدها يتطلب قائدا ماهرا ويؤكد أن أوباما هو هذا القائد، إلا أن المساهمة المهمة التي يقدمها الكتاب هي أنه يوضح للقراء أن ضخامة هذه المشكلات ستستلزم من أوباما استخدام كل مواهبه لتحقيق غايات معينة يوضحها الكتاب.
يؤكد الكتاب أهمية إصلاح الأضرار التي تركمت عبر الـ 40 عاما الأخيرة بسبب العمليات غير المدروسة لتحرير التجارة والعولمة، وأوجه القصور المتعددة، وإهمال البيئة والغطرسة في الاستخدام أحادي الجانب للقوة العسكرية، والنظام الضريبي القائم على تراجع قيمة الضرائب والأهم من ذلك تقليل بعض المسؤولين ذوي المناصب العليا من قيمة الحكومة نفسها.
يرى الكتاب أن الحكومة الديموقراطية كانت دائما وستظل شرطا أساسيا للإنجازات الأمريكية السابقة وللأمل المستقبلي. في هذا السياق يشرح الكتاب بلباقة كيف أدت الأيديولوجية المحافظة مع وجود حزبين إلى هذا الموقف، وكيف أن الرئيس أوباما سيتمكن من الوفاء بالوعود التي أعطاها في حملته الانتخابية.
إلا أن الكتاب لا يخلو من نظرة واقعية بشأن العثرات والعوائق المتوقعة مستقبلا، حيث يؤكد أن أوباما يتمتع بكل متطلبات التغير من ناحية المهارات والقيم القيادية.
تتطلب مواجهة كل المشكلات التي تواجهها الولايات المتحدة من رئيسها الجديد الكثير من الشجاعة ربما أكثر مما وعد به في حملته الانتخابية. كما ستزيد من صعوبة هذه المواجهة عديد من العوامل مثل الطبيعة التقليدية المقاومة للتغيرات الجذرية في الحكومة الأمريكية والبورصة الامريكية.
تسببت عشرات السنين من السياسة الرجعية والجمود السياسي في إصابة الولايات المتحدة حاليا بحالة من عدم الاستقرار تشبه تلك التي أصابتها في بداية عهد الكساد الكبير. من مظاهر عدم الاستقرار: تواصل انهيار قطاع العقارات، وكذلك الانهيار المالي الناتج عنه، عودة أخطار الركود الاقتصادي، استمرار الدخول في التأخر، عدم ملاحقة التضخم، ارتفاع الديون الشخصية والعالمية في الولايات المتحدة، كارثة التغير المناخي التي تلوح في الأفق، وتواصل لرتفاع أسعار الطاقة والمواد الغذائية.
يؤكد مؤلف الكتاب أن لهذه التحديات المتعددة حلول، إلا أنها ليست واضحة ولا هي قابلة للتطبيق الفوري مؤكدا انعقاد الأمل على أوباما لتخليص الولايات المتحدة مما هي فيه.