عقد النكاح في المسجد ظاهرة تجدها في الحرمين الشريفين

عقد النكاح في المسجد ظاهرة تجدها في الحرمين الشريفين
عقد النكاح في المسجد ظاهرة تجدها في الحرمين الشريفين
عقد النكاح في المسجد ظاهرة تجدها في الحرمين الشريفين
عقد النكاح في المسجد ظاهرة تجدها في الحرمين الشريفين

يهتم بعض الشباب بعقد قرانهم في الحرمين الشريفين, خصوصا في مكة وجدة والمدينة المنورة, ويرون أنهم يجدون راحة كبيرة وهم يبدأون أولى خطوات زواجهم من الحرمين الشريفين، ويتحدث عن ذلك بعض الشباب الذين قد عقدوا قرانهم في الحرمين الشريفين. يقول الشاب صالح عبد الواحد إنني فرحت كثيرا وأنا أعقد قراني في المسجد الحرام لأننا نكسب الصلاة في الحرم وكذلك تدخل الطمأنينة في قلوبنا بعقد القران في المسجد الحرام، ويقول رفعت علي قد عقدت زواجي في المسجد الحرام, ولذلك فرحة كبيرة في نفسي لما يمثله المسجد الحرام من مكانة في قلوبنا. ومن جانبه يقول عبد الله القرني إذا كان ليس هناك مانع شرعي فإن عقد النكاح في المسجد يشرح الصدر ولكني لم أسمع إلا عن عقد النكاح في المسجد الحر ام والمسجد النبوي أما غيرهما من المساجد فلم أسمع عن ذلك نهائيا، لكني سمعت من بعض أهل العلم أن الأمر ليس فيه محذور شرعي, والله أعلم. ويبين محمد السبيعي أن من العادات كما تعلمون عقد النكاح في البيوت والاستراحات لكن عندما سمعت عمن يعقد النكاح في المساجد فرحت ولكنها راحت علي فأنا تزوجت والشباب الباقون فيهم البركة وأتمنى لكل شاب دوام التوفيق.

النكاح طاعة وعبادة
#4#
يشير الشيخ محمد المنجد الداعية الإسلامي المعروف إلى استحباب عقد النكاح في المسجد, وقال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله: "ويستحب عقده في المساجد وقال ابن القيم - رحمه الله- وهو يتكلم عن اللعب والهزل والمزاح في حق الله تعالى وأنه لا يجوز ثم قال: (... ومما يوضحه أن عقد النكاح يشبه العبادات في نفسه بل هو مقدم على نفلها ولهذا يستحب عقده في المساجد وينهى عن البيع فيها) ومرادهم بالعقد: الإيجاب من ولي المرأة والقبول من الزوج واستدلوا على ذلك بما أخرجه الترمذي من حديث عائشة قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: (أعلنوا هذا النكاح واجعلوه في المساجد، واضربوا عليه بالدفوف) ، وقد ضعفه الترمذي فقال: "هذا غريب حسن في هذا الباب، وعيسى بن ميمون الأنصاري يضعف في الحديث". وقال عنه البخاري: "منكر الحديث", وقال ابن حبان: "يروي أحاديث كلها موضوعات". ولذلك لم يستدل به أكثر القائلين بالاستحباب بل عللوا ذلك بأن النكاح طاعة وعبادة فيستحب في المساجد التي هي مكان عبادة الله، أو لأنه أدعى للإعلان أو لحصول بركة المكان.
وورد في حديث الواهبة أن النبي - صلى الله عليه وسلم- عقد لرجل في المسجد، أخرج البخاري ومسلم عن سهل بن سعد الساعدي قال جاءت امرأة إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالت: يا رسول الله: أهب لك نفسي فنظر إليها رسول - صلى الله عليه وسلم - فصعد النظر فيها وصوبه، ثم طأطأ، رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رأسه فلما رأت المرأة أنه لم يقض فيها شيئاً جلست، فقام رجل من أصحابه، فقال: يا رسول الله إن لم يكن لك بها حاجة فزوجنيها، فقال: (فهل عندك من شيء؟)، فقال: لا والله يا رسول الله، فقال: (اذهب إلى أهلك فانظر هل تجد شيئاً) فذهب ثم رجع، فقال: لا والله ما وجدت شيئاً، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: (انظر ولو خاتما من حديد)، فذهب ثم رجع، فقال: لا والله يا رسول الله ولا خاتما من حديد، ولكن هذا إزاري (قال سهل: ما له رداء) فلها نصفه، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: (ما تصنع بإزارك إن لبِسْتَه لم يكن عليها منه شيء، وإن لبِسَتْه لم يكن عليك منه شيء)، فجلس الرجل حتى إذا طال مجلسه قام فرآه رسول الله -صلى الله عليه وسلم - مولياً فأمر به فدعي، فلما جاء قال: (ماذا معك من القرآن؟) قال: معي سورة كذا وكذا (عدَّدَها)، فقال: (تقرؤهن عن ظهر قلبك؟) قال: نعم، قال: (اذهب فقد ملكتها بما معك من القرآن).
#2#
قال الحافظ في الفتح (9/206): (وفي رواية سفيان الثوري عند الإسماعيلي"جاءت امرأة إلى النبي ـ صلى الله عليه وسلم- وهو في المسجد"، فأفاد تعيين المكان الذي وقعت فيه القصة). ففي هذا دليل أن النبي - صلى الله عليه وسلم- أجرى عقد النكاح في المسجد.
كما قال سماحة الشيخ محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله- في شرحه للزاد عند تناوله لاستحباب العقد يوم الجمعة مساء: (وذكر ابن القيم أنه ينبغي أن يكون في المسجد أيضاً لشرف الزمان والمكان، وهذا فيه نظر في المسألتين جميعاً، إلا لو ثبتت السنة بذلك، فبها ونعمت، لكني لا أعلم في هذا سنة).
إذن حكم العقد في المسجد، مباح، ولكن لا ينكر على من قال باستحبابه, ولا سيما وقد قال به علماء كبار. والله أعلم .
#3#
من جانبه, يقول الشيخ مسعود الغامدي إنه يستحب عقد النكاح في المسجد, وحدث أن تزوج أحد الصحابة بما يحفظ من القرآن الكريم في المسجد، ويستحب عقده في المساجد كما قال ابن القيم - رحمه الله - وهو ما قال به أيضا شيخ الإسلام، ويرى الحنابلة أنه مباح، وبحسب معرفتي واطلاعي أنه ليس هناك أي محذور شرعي في عقد النكاح في المسجد، وهذا أمر يدل على أن المسلمين حريصون على هذا الجانب الجميل المتمثل في عقد النكاح في المسجد دون أن يكون هناك أي اعتقادات معينة في عقده في المسجد.

الأكثر قراءة