1165 خطأ.. رقم يقتل الفرحة
يعتصرني الألم كثيرا عندما أقرأ عن إحصائيات الأخطاء الطبية التي تقع في بلادنا، وهي أخطاء بعضها نتيجة الإهمال الشديد وعدم الاهتمام بالإنسان، ومعاملته معاملة سيئة، ولا أكتب هذا من فراغ حيث كانت والدتي - حفظها الله وأمد في عمرها - من ضحايا هذه الأخطاء الطبية قبل اكثر من أربع سنوات وأصبحت مقعدة - والحمد لله على قضائه وقدره. وما جعلني أطرق هذا الموضوع هو تلك الإحصائية التي نشرتها هذه الجريدة على لسان الدكتور محمد خشيم استشاري الجراحة العامة ورئيس المجلس الوطني المركزي لاعتماد المنشآت الصحية، التي ذكر فيها أن عدد الأخطاء الطبية في المستشفيات السعودية في القطاعين العام والخاص وصل إلى 1165 خطأ طبيا تفاوتت بين وفاة أو عجز لدى المريض، إضافة إلى الأخطاء التي يقع فيها الصيدلي وتحديدا حديثي العمل، التي تتركز في تحديد نسبة جرعات الدواء أو الأخطاء في صرف نوعية الأدوية، مشيرا إلى أن الغالبية العظمى من الأخطاء الطبية تقع في العمليات الجراحية. وهي إحصائية قد تكون قابلة للزيادة إذا استمر بعض الأطباء يتعامل مع المرضى كالبهائم، وهي التي تحظى باهتمام منقطع النظير في الغرب، ونحن في بلادنا المباركة التي لم تقصر الدولة في تهيئة السبل لأن تكون في قمة الدول صحيا، لكن للأسف أن بعض العاملين من الأطباء والإداريين في القطاع الصحي تعاملاتهم سيئة مع المرضى، وتجد تعاطيهم سيئا مع الحالات الطارئة التي تحتاج إلى عناية واهتمام، ولست الوحيد الذي تحدث عن هذا الجانب فهناك كثير من الإخوة الذين طرقوا ما يحدث من عمل سيئ من بعض العاملين في المستشفيات الحكومية، ونتمنى أن يتحسن عطاؤها في ظل الدعم اللا محدود الذي يتلقاه هذا القطاع من الدولة، والحقيقة لا أريد أن أتعمق في الحديث عن التعاملات في بعض المستشفيات، وبطبعي لا أحب التعميم لأن هناك مستشفيات حقيقة تعد قمة في تعاملها وتعامل أطبائها حسب إشادة من نلتقيهم ونعرفهم وخصوصا مستشفى الملك عبد العزيز الجامعي - الذي وإن وجد فيه تقاعس من بعض الموظفين أو الأطباء فهو قليل، وهذه شهادة أذكرها من واقع مشاهد، وأتمنى للقائمين عليه كل توفيق، وعلى كل حال فإن المواطن أو المقيم في هذه البلاد يتمنى أن يرتفع أداء بعض المستشفيات لتتواكب مع الاهتمام الذي توليه الدولة للقطاع الصحي سواء القطاع العام أو القطاع الخاص الذي يجد تسهيلات لتنفيذ مشروعاته الصحية بكل يسر وسهولة، والأمل يحدونا أن نرى الطبيب الذي يرتكب الخطأ يعترف بخطائه وأن يؤنبه ضميره على فعلته التي يكون بعضها نتيجة إهمال وتسرع، لأن بعض الأطباء للأسف الشديد لا يهتم بمعاناة المريض، وهؤلاء نقول إنهم قلة ولكن أخطاءهم قاتلة ومؤثرة على المرضى، نسأل الله أن يوفق القائمين على القطاع الصحي لما فيه مصلحة الناس والقضاء على ما يعكر صفوههم إنه سميع مجيب الدعاء .