أوباما يريد إشراك الشعب الأمريكي لإحداث تحول اقتصادي

أوباما يريد إشراك الشعب الأمريكي لإحداث تحول اقتصادي

يأمل الرئيس باراك أوباما في إحياء الاقتصاد الأمريكي، ليس فقط من خلال رصد حزمة إنفاق ضخمة من جانب الحكومة، ولكن أيضا عن طريق استعادة ثقة عامة الأمريكيين، وهي مهمة بدأها مع خطاب تنصيبه.
والواقع أن أوباما الذي أدى اليمين الدستورية البارحة الأولى يرث اقتصادا يئن من وطأة الركود، وقد يكون هو الأسوأ منذ الكساد الكبير في الثلاثينيات من القرن الماضي، لكنه يواجه أيضا توقعات عالية من جانب المواطنين الأمريكيين الذين تؤرقهم الأزمة المالية بعد أن التهمت جزءا كبيرا من أموالهم في البورصة واستثمارات تقاعدهم، وأدت بالفعل إلى انضمام الملايين إلى طابور العاطلين.
ولذا حاول أوباما في خطابه أن يوازن بدقة بين الواقع والتفاؤل، محذرا من أن الأزمة لن تحل بسرعة، بينما طرح رؤيته أيضا لاستعادة الولايات المتحدة حيويتها من جديد، وبعد دقائق فقط من أدائه القسم أمس الأول رئيسا للبلاد، قال أوباما: إن الاقتصاد "ضعف بشدة"، مشيرا إلى أن "التأثير في الثقة في مختلف أرجاء بلادنا" و"الخوف من تدهور أمريكا أمر لا مناص منه"، وأردف أوباما قائلا: "التحديات التي تواجهنا هي حقيقية، لكن اعلمي يا أمريكا، هذه التحديات سيتم مواجهتها".
واجتمع أوباما مع مستشاريه الاقتصاديين أمس لتحديد الاستراتيجية التي تكفل إعادة الأمور الاقتصادية إلى دفتها في البلاد، وبالفعل فقد تمت إحالة حزمة التحفيز الاقتصادي بقيمة 825 مليار دولار - خليط من الإنفاق الحكومي والإعفاء الضريبي - إلى الكونجرس الذي يسيطر عليه الديمقراطيون الذين ينتمي إليهم أوباما.
لكن تهدئة المخاوف التي تقض مضجع عامة الأمريكيين ستكون مسألة في غاية الأهمية لتعزيز الإنفاق الاستهلاكي في الولايات المتحدة، الذي تراجع خلال الشهور الأخيرة بصورة كبيرة نظرا لانضمام ما يربو على 2.5 مليون عامل إلى طابور البطالة في عام 2008، إضافة إلى قيام البنوك بوقف القروض في محاولة مستميتة للنجاة من الأزمة المالية الحالية.
لكن أوباما بدأ وكأنه يريد أن يشدد على نقطة جديدة تفاداها إلى حد كبير أثناء الحملة الانتخابية، وهي الإيحاء بأن ركائز الاقتصاد لا تزال قوية رغم الأزمة الراهنة، وفي العام الماضي استغل أوباما قول جون ماكين خصمه الجمهوري في السباق الرئاسي إن "ركائز" الاقتصاد الأمريكي لا تزال قوية رغم الأزمة المالية، ساعتها انتقد خصمه ماكين قائلا إنه "لا يدري شيئا" عن معاناة الطبقة الوسطى في الولايات المتحدة.
وأيا كان الأمر فإن إقناع الناس بإعادة استثمار أموالهم في أضخم اقتصاد في العالم سيكون هو مفتاح نجاح جهود أوباما الرامية إلى تعزيز الإنفاق، وفي إطار الترويج لخططه المتعلقة بحزمة الحفز الاقتصادي بقيمة 825 مليار دولار، ناشد الرئيس الجديد جميع المواطنين بالقيام بما يخصهم، كما أشار أوباما إلى أنه لن يترك الساحة لأولئك الذين يشككون في أسواق الاقتصاد الحر على النمط الأمريكي التي كشفت عورتها الأزمة المالية الناجمة عن الإفراط في المضاربات في السوق العقارية من جانب المستثمرين في وول ستريت، وهو أمر حدا بالرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي وغيره من الزعماء إلى الإشارة إلى أنه ربما تكون هناك حاجة إلى إعادة النظر تماما في المذهب الرأسمالي .

الأكثر قراءة