شبح الركود الاقتصادي يسيطر على سوق النفط ويقود الأسعار في الفترة المقبلة

شبح الركود الاقتصادي يسيطر على سوق النفط ويقود الأسعار في الفترة المقبلة

سيخيم شبح الركود الاقتصادي بصورة أكبر على السوق النفطية هذا الأسبوع وذلك بسبب التوقعات القائلة باستمرار تراجع الطلب على النفط الآن وفي المستقبل المنظور من قبل تقارير المؤسسات الرئيسية الثلاث المهتمة بالصناعة النفطية وهي: الوكالة الدولية للطاقة، ومنظمة الأقطار المصدرة للنفط (أوبك), وإدارة معلومات الطاقة، وهي الذراع الإحصائية لوزارة الطاقة الأمريكية.
ومع أن الجهات الثلاث أكدت في توقعاتها تراجع الطلب في 2009 وللعام الثاني على التوالي ولأول مرة منذ أكثر من عقدين من الزمان، إلا أن تقديراتها لحجم هذا التراجع تختلف. فالوكالة الدولية للطاقة تتوقع حدوث تراجع في الطلب على النفط هذا العام في حدود 500 ألف برميل يوميا، وهو تقدير وسطي بين أوبك التي تضع حجم التراجع عند مستوى 180 ألفا وإدارة معلومات الطاقة الأمريكية التي ترفع الرقم إلى 800 ألف برميل يوميا، علما أنها قدرت أن حجم الطلب العام الماضي كان مستقرا، وأن التراجع هذا العام هو الأول من نوعه. بينما أوبك من جانبها وضعت تقديرا صغيرا لحجم التراجع العام الماضي في حدود 30 ألف برميل يوميا فقط.
العامل الرئيس في هذا التراجع في الطلب على النفط يتركز في الوضع الاقتصادي خاصة الولايات المتحدة، إذ يشير آخر تقرير اقتصادي كلي في عهد الرئيس جورج بوش من قبل مستشاريه أن العطالة سترتفع نسبتها هذا العام إلى 7.7 في المائة والنمو الاقتصادي سيكون في حدود 0.6 في المائة.
تحركات المخزون الأمريكي عكست من جانبها هذا المناخ، فقد سجل المخزون من النفط الخام زيادة بلغت 1.2 مليون برميل إلى 326.6 مليون، ولو أن هذه الزيادة تقل عن نصف ما كان يتوقعه المحللون. المخزون من البنزين أيضا سجل زيادة وصلت إلى 2.1 مليون برميل إلى 213.5 مليون، وهو ما يزيد قليلا عما كان يتوقعه محللو ومتابعو السوق. أما المقطرات فزادت 6.4 مليون برميل إلى 144.2 مليون، علما أن توقعات السوق ألا تتجاوز الزيادة مليون برميل.
من ناحية أخرى تراجعت واردات الولايات المتحدة من النفط بنحو 756 ألف برميل يوميا إلى 9.7 مليون برميل في الوقت الذي زاد فيه إنتاج المصافي بمقدار 64 ألفا إلى 14.2 مليون برميل وكانت تعمل بنسبة 85.2 في المائة من طاقتها الإنتاجية. وفي مؤشر آخر فإن إنتاج البنزين سجل تراجعا إلى 8.8 مليون برميل يوميا، وزاد في الوقت نفسه المخزون من المنتجات المكررة بنسبة 2.4 في المائة إلى 9.1 مليون برميل.
يبقى دور العامل النفسي خاصة مع تولي الرئيس الجديد باراك أوباما السلطة رسميا يوم غد الثلاثاء وتبشيره ببداية جديدة لبلاده وعلاقاتها الخارجية. ويذكر أن التقرير الاقتصادي من مستشاري البيت الأبيض يعطي صورة متفائلة للعام المقبل إذ يتوقع تحقيق نمو قوي خلال العامين المقبلين مقارنة بما شهده الوضع هذا العام، إذ ستصل نسبة النمو في الناتج المحلي الإجمالي إلى 5 في المائة العام المقبل، وتتراجع نسبة العطالة إلى ذات المعدل وهو 5 في المائة. والعام المقبل هو العام الذي يتوقع فيه حدوث زيادة على الطلب، ولو أن البعض يرى أن تقديرات مستشاري البيت الأبيض تكون في العادة متفائلة أكثر من اللازم.
ولهذا يتوقع أن يظل سعر البرميل في معدلاته الحالية المنخفضة إلى أن تتزايد نسبة تقليص أوبك إنتاجها.

الأكثر قراءة