بدء مباحثات الغاز الطارئة بين روسيا وأوكرانيا في موسكو

بدء مباحثات الغاز الطارئة بين روسيا وأوكرانيا في موسكو

بدأت مباحثات اللحظة الأخيرة لنقل الغاز بين روسيا وأوكرانيا في موسكو أمس، حيث وصل وفد برئاسة رئيسة الوزراء الأوكرانية يوليا تيموشينكو لعقد اجتماعات مع نظيرها الروسي.
وينظر إلى الاجتماع مع بوتين في مقر الحكومة الروسية على إنه مفاوضات النجاح أو الفشل لاستئناف تدفق الغاز إلى أوروبا رغم أن قمة أسئ تعريفها على أنها للدول المستهلكة للغاز التي تضررت من الحظر ستعقد في وقت لاحق بالكرملين.
وقال متحدث حكومي إن رئيسي شركة جازبروم الروسية وشركة نافتوجاز الأوكرانية اللذين أشعل النزاع التعاقدي بينهما الأزمة انضما إلى المباحثات بين رئيسي وزراء البلدين إلى جانب مسؤولين كبار آخرين.
ويحضر من الجانب الروسي وزير الطاقة سيرجي شماتكو ونائب رئيس الوزراء المسؤول عن الطاقة إيجور سيتشين ومن أوكرانيا وزير الطاقة يوري برودان. ولا تزال الجارتان السوفيتيان السابقتان اللتان توترت علاقاتهما بشأن سياسات كييف المؤيدة للغرب بعيدتين عن تسوية لنزاعهما حول عقود الغاز.
وتطالب "جازبروم" كييف بدفع 450 دولارا لكل ألف متر مكعب من الغاز في عام 2009 وهي قريبة من أسعار الاتحاد الأوروبي ولكنها ارتفعت عن أسعار العام الماضي وهي 179 دولارا. وهي تطالب أيضا بمبلغ 614 مليون دولار ديون متأخرة وهو ما رفضته كييف.
وتطالب أوكرانيا وهي واحدة من أكثر الدول تضررا بالأزمة المالية بأن تغطي روسيا تكلفة ضخ "الغاز الفني" الإضافي لرفع الضغط في خطوط الأنابيب لتسهيل تدفق شحنات الغاز إلى أوروبا.
بيد أن مباحثات أمس، هي أعلى مستوى للاجتماعات بين الجانبين منذ خفضت روسيا في البداية تدفق الغاز اعتبارا من الأول من كانون الثاني (يناير) بعد الفشل في توقيع عقد غاز في عام 2009 وفي 7 كانون الثاني (يناير) أغلقت الغاز تماما واتهمت كييف بسرقة الغاز أثناء نقله إلى أوروبا.
ومن المقرر أن يستضيف الرئيس ديمتري ميدفيديف وزير الصناعة التشيكي مارتين ريمان الذي تتولى بلاده رئاسة الدورة الحالية للاتحاد الأوروبي ومفوض الطاقة أندريس بيبالجس الذي سيحضر المباحثات.
وهدد الاتحاد الأوروبي الذي يعتمد على روسيا في ربع إمداداته من الغاز بالبحث عن موردين آخرين في حال ما لم يحل ما أكد إنه "خلاف ثنائي" على الفور. وقالت رئيسة الوزراء الأوكرانية قبل ساعات من مغادرتها إلى موسكو إن "هدفنا الرئيسي هو استئناف نقل الغاز الروسي إلى أوروبا. وتحتاج أوكرانيا إلى ذلك لأنه أسيء إلى صورتنا كبلد ينقل عبره الغاز، وهناك تهديد بتدمير شبكتنا لنقل الغاز في حال لم تستأنف هذه العملية".
وأضافت إن "مبادئ المفاوضات هي لا وسطاء وعلاقات مباشرة بين "جازبروم" ونفتوغاز (شركتا الغاز الروسية والأوكرانية) وأسعار غاز مناسبة للطرفين ولا تخصيص لأنابيب نقل الغاز وضمانات أن الغاز الروسي سيسلم لأوروبا".
وفي برلين، أعرب بوتين أمس الأول عن استعداده "لمساعدة الشركاء الأوكرانيين من دون إلقاء اللوم على أي طرف".
لكن بوتين اتهم أيضا الاتحاد الأوروبي "بدعم أوكرانيا التي لا تحترم التزاماتها بنقل الغاز لأوروبا".
من جهتها، أعلنت المستشارة الألمانية إنجيلا ميركل إن "فترة اختبار" هي قيد الدرس بين شركتي الغاز لاستئناف عمليات نقل الغاز.
من جهة أخرى، أبلغ رئيس وزراء سلوفينيا أمس الأول رئيس شركة جازبروم الروسية التابعة للدولة ضرورة عدم ترك دول شرق أوروبا دون غاز بسبب نزاع تجاري بين روسيا وأوكرانيا.
وقال رئيس وزراء سلوفينيا بوروت باهور لرئيس "جازبروم" ألكسي ميللر خلال اجتماع في ليوبلينا، إنه لا يجب أن تكون سلوفينيا أو أي عضو في الاتحاد الأوروبي رهينة للقضايا العالقة بين روسيا وأوكرانيا".
ونقلت خدمة الأخبار الوطنية "إس تي إيه" عن باهور قوله إنه يتعين حل الخلاف الروسي الأوكراني، الذي أوقف أو قلل إمدادات الغاز إلي معظم بلدان شرق أوروبا منذ بدء العام الجاري، ويجب استئناف الإمدادات.
وناقش ميللر وباهور أيضا إنشاء خط أنابيب " ساوث ستريم" الذي لن يمر عبر أوكرانيا.
وتعتمد سلوفينيا على الغاز الروسي لتلبية 60 في المائة من احتياجاتها لكنها لم تتلق أي إمدادات غاز طوال 11 يوما.
ويعود سبب النزاع بين أوكرانيا وروسيا إلى المطالب الروسية الخاصة بأن تدفع أوكرانيا رسوما زائدة مقابل الحصول على الغاز الروسي.

الأكثر قراءة