براون ينتقد بنوكا بريطانية فشلت في التعامل مع مشكلة الديون
انتقد رئيس الوزراء البريطاني جوردن براون قطاع البنوك البريطانية لفشله في التعامل الحازم مع مشكلة الديون التي على كاهله. وجاءت تلك الانتقادات عقب التراجع الحاد لأسهم اثنين من البنوك البريطانية الرئيسية، وسط أزمة مالية ما زالت تهز قطاعات عريضة من الاقتصاد البريطاني.
فقد تراجعت أسهم بنك باركليز ونظيره بنك اسكتلندا الملكي (رويال بانك أوف سكوتلاند) الذي تملك الدولة 60 في المائة من أسمهه، بنحو 25 و13 في المائة على التوالي.
وقال براون، في مقابلة مع صحيفة "فاينانشال تايمز"، إنه كان يتوقع من تلك البنوك التعامل الحازم مع الديون الصعبة والمتعثرة. وأوضح أن الحكومة قد تتجه نحو ضمان أو شراء تلك الديون المتعثرة، ووضعها في بنك متخصص للتعامل معها.
وكان بنك باركليز قد أعلن أن الأرباح السنوية المتحققة أعلى من التقديرات المتشائمة التي وضعتها عند ما يقرب من 53 مليار جنيه استرليني. من جانب آخر أعلنت الحكومة الإيرلندية أنها ستؤمم البنك الايرلندي الإنجليزي، عقب تفاقم مشاكل تمويله. كما تعرض بنك سيتي جروب الأمريكي إلى خسارة فصلية ضخمة، وأعلن بنك أمريكا (بانك أوف أمريكا) عن حصوله على أموال دعم بلغت نحو 20 مليار دولار. وقد سجلت أكثر الخسائر في قطاع البنوك في آخر ساعة من التداول في بورصة لندن الجمعة.
ويتنامى القلق في الأسواق الأوروبية من الخطة الحكومية الأمريكية الأخيرة لإنقاذ الاقتصاد، واعتبرتها إخفاقا في جهود الإدارة الأمريكية لإخراج الاقتصاد من كبوته الحالية. وكان عدد من كبار أعضاء الكونجرس الأمريكي من الديمقراطيين قد كشفوا عن تفاصيل خطة لإنعاش الاقتصاد تقدر قيمتها بنحو 825 مليار دولار. وتتضمن الخطة، التي أطلق عليها الخطة الأمريكية للإنعاش وإعادة الاستثمار، تخصيص 550 مليار دولار في شكل مخصصات إنفاق، ونحو 275 مليار دولار في شكل إعفاءات ضريبية مؤقتة خلال العامين المقبلين.
وكان رئيس الوزراء البريطاني قد أكد السبت الماضي مع إعداد حكومته برنامجا آخر لإنقاذ البنوك، إنه يتعين على البنوك أن تكشف الحجم الحقيقي لأصولها المعدومة للمساعدة في إنعاش أسواق الائتمان العالمية المجمدة. وفي مقابلة مع صحيفة "فاينانشال تايمز" قال براون إن أي انتعاش من أسوأ اضطراب اقتصادي منذ 70 عاما يتوقف على قيام البنوك بشطب الديون المعدومة أولا في محاولة لإعادة الثقة بالنظام المالي. ومن المتوقع أن تعلن حكومته إجراءات جديدة في بداية هذا الأسبوع لتعزيز إقراض البنوك، في محاولة لمساعدة بريطانيا على تجنب ركود مؤلم وعميق. وعلى الرغم من خطة إنقاذ للبنوك بلغت تكاليفها مليارات الجنيهات الاسترلينية في العام الماضي وسلسلة من التخفيضات القياسية لسعر الفائدة فما زالت البنوك غير مستعدة لزيادة الإقراض أثناء محاولتها تعزيز خزائنها وتجنب المجازفة. وقال براون للصحيفة: من العناصر الضرورية للمرحلة المقبلة أن يفهم الناس بشكل واضح أن الأصول المعدومة شطبت. علينا أن نكون واضحين بأنه حيثما يكون لدينا أصول معدومة فإنني أتوقع التعامل معها.