أوباما يدعو إلى إجراء عاجل بشأن خطة لتحفيز الاقتصاد تكلف 850 مليارا
دعا الرئيس الأمريكي المنتخب باراك أوباما إلى اتخاذ إجراء عاجل من شأنه أن يوقف التراجع الاقتصادي في البلاد، معلنا مساندته خطة لتحفيز الاقتصاد تكلف 850 مليار دولار طرحها المشرعون في الكونجرس يوم الخميس. وقالت إدارة الرئيس بوش المنتهية ولايته إنها تتوقع أن يستمر الركود في الاقتصاد الأمريكي حتى النصف الأول من عام 2009 وأن يرتفع معدل البطالة إلى 7.7 في المائة هذا العام، وفقا لتوقعات أصدرها البيت الأبيض أمس الأول.
بيد أن أوباما حذر من أنه حتى مع ضخ مبالغ هائلة من الأموال الحكومية إلى أكبر اقتصاد في العالم، فإن "الأمور يمكن أن تزداد سوءا قبل أن تبدأ في التحسن". وقال أوباما في خطاب له ألقاه في أحد المصانع في ولاية أوهايو: "أريد من الجميع أن يكونوا واقعيين حيال هذا الأمر".
يذكر أن نحو 2.6 مليون أمريكي فقدوا وظائفهم عام 2008 في ظل أسوأ أزمة اقتصادية تشهدها البلاد منذ عقود. إذ إن الولايات المتحدة دخلت مرحلة الركود الاقتصادي منذ كانون الأول (ديسمبر) 2007.
وأظهرت الأرقام التي أصدرتها الحكومة الأمريكية أمس الأول أن التضخم في عام 2008 بلغ نسبة 0.1 في المائة، وهو أدنى مستوى له خلال ما يربو على 50 عاما، في الوقت الذي تراجعت فيه أسعار النفط وأعلنت متاجر التجزئة خفض الأسعار لاجتذاب المستهلكين. وقالت وزارة العمل الأمريكية إن أسعار المستهلكين تراجعت بنسبة 0.7 في المائة في كانون الأول (ديسمبر). بيد أن البيت الأبيض أعلن أن الأسهم الأمريكية في وضع جيد يسمح لها بمعاودة الانتعاش بقوة في ظل إدارة أوباما، التي ستتولى مهامها رسميا يوم الثلاثاء المقبل.
وتوقع البيت الأبيض انكماشا بنسبة 0.2 في المائة في الاقتصاد في 2008، ومن ثم تنتهي ست سنوات متتالية من النمو الإيجابي، بيد أنه أعلن أن الاقتصاد سينمو بنسبة 0.6 في المائة في 2009.
ويشار إلى أن أرقام النمو التي يصدرها البيت الأبيض عن أي عام تتضمن الربع الأخير من العام السابق.
وكان الزعماء الديمقراطيون في مجلس النواب قد كشفوا النقاب يوم الخميس عن تفاصيل بشأن خطة لتحفيز الاقتصاد تتكلف 850 مليار دولار، التي تتضمن 550 مليار دولار في صورة إنفاق عام فضلا عن 225 مليار دولار في شكل إعانات ضريبية.
وقال أوباما، الذي من المقرر أن يتولى مهام منصبه رسميا يوم الثلاثاء، إن الركود الاقتصادي الذي أصاب البلاد منذ عام "يعد مختلفا عن أي ركود شهدناه في حياتنا"، مشيرا إلى أنه "لم تكن هنالك حاجة ملحة أكثر من هذا الوقت" لاتخاذ إجراء لوقف التباطؤ الاقتصادي.