متحرشات.. وفتاة الدبوس

لا أدري لماذا تستهويني الكتابة عن قضايا الشباب والشابات ؟ هل لأنهن الأكثر صخبا واهتماما في حياة أولياء الأمور أم لأنهن جيل المستقبل وعليهن مسؤولية كبيرة في البناء والتفوق، أم لأن مشكلاتهن كثيرة وأخطرها العلاقات الجنسية وهي مربط الفرس، ومحور حديثي المتكرر في مقالات سابقة لعل وعسى يستفيد منها من يقرأها من الجنسين أو من الآباء، ولعل محور حديثي اليوم هو حول قضية تحرش الفتيات جنسيا بالشباب وهي قضية حساسة ومهمة في مجتمع محافظ كالمجتمع السعودي، وإن وجدت حالة تحرش فهي دون شك ليست بتلك الكثرة، ولكن يخشى أن تتطور وتكبر، وهذا ما نخشاه، وأن تكتب عن تحرش الشباب للفتيات فهذا واقع ظاهر وملموس في عالمنا العربي وفي مجتمعنا السعودي يمكن يكون ظاهرة واضحة للعيان، للشكاوى التي نسمع عنها بين الحين والآخر، وهذا لعمري ما يزعج ويؤلم، ولكن ما يحز في النفس ويجعلها أكثر ألما أن نجد بعض الفتيات هن اللاتي يتحرشن بالشباب، وبحسب أحد الموضوعات التي نشرت في بعض وسائل الإعلام فإن هذا الفعل آخذ في التنامي، ويخشى أن يصبح ظاهرة. وأتمنى على أي فتاة أن تكون سدا منيعا تجاه هذه التحرشات وأن تربأ بنفسها عن أن تقع فيها، لأن الفتاة الحية بيدها تغيير طريقة حياتها للأفضل متى ما علمت أن الحياة لم تجعل سبهللا، تفعل فيها ما تشاء دون خوف ولا وجل من الله. يقول تعالى: "وقالوا ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها ، ووجدوا ما عملوا حاضرا ولا يظلم ربك أحدا" سورة الكهف، فهذه الآية العظيمة تبين أهمية محاسبة النفس، وعلى كل فتاة التنبه لخطورة ما تفعله وهي تعتقد أنها على صواب، ولتأخذ فتياتنا عبرة من فتيات أخريات لا يعشن في هذه البلاد لكنهن متمسكات بأمور دينهن وأشد تمسكا من بعض فتياتنا، لأنهن عرفن قيمة الإسلام وعرفن خطر الحرية الوهمية والاختلاط المقيت، ولعلي أختم بذكر حادثة ترويها إحدى الفتيات التي تعيش في بلاد فيها اختلاط بين الجنسين في مناحي الحياة المختلفة, تقول هذه الفتاة إنني أواجه بالتحرش في كل مكان في الجامعة وفي الحافلة وفي كل مكان اذهب إليه، لكني سلكت طريقة مع هؤلاء المتحرشين فإذا كنا في حافلة أو فصل دراسي أخذت معي دبوسا، استخدمه مع هؤلاء المتحرشين واضغط به عليهم عندما أجد مضايقة، وبذلك استطعت أن أتخلص من تحرشاتهم دون أن تكون هناك مشكلات ظاهرة ولله الحمد، وليس معنى ذلك ان أطلب من كل فتاة استخدام الدبوس، لكن لتوضيح معاناة الفتيات اللاتي يعشن في تلك البلاد، عكس الأمن والأمان لها في هذه البلاد المباركة.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي