اليهود .. العدوان ونقض العهود
كوارث متتالية ومتوالية وجرائم إنسانية بدأت عام 1948 بدير ياسين وغيرها وغيرها ثم ما زالت الذاكرة حية في زرع الموت ونشر الدمار والنيات العدوانية التي تتجاوز عملية الردع والتأديب التي تدعيها إسرائيل باستمرار إلى الموت والدمار والهلاك وإفزاع الآمنين وقتل الأبرياء والعزل وميكنة الموت الأمريكي من إف 16 و15 وقنابل عنقودية صفوفا وصفوفا من الأطفال والنساء وكبار السن والحجارة, فأين الضمير العالمي والعدالة الإنسانية وما يدعيه الغرب باستمرار من رعاية وحماية الحقوق الإنسانية بشكل عام في كل زمان ومكان؟ وما زالت الذاكرة حية بأحداث قانا وحرب الجنوب اللبناني قبل سنتين وأحداث أخرى مثل صبرا وشاتيلا ومدرسة بحر البقر قبلها فدموية العدو الإسرائيلي الذي يلبس ثوب السلام ويحاور ويداور في أمريكا وتركيا ومدريد ومع ذلك كله فإن هذا الثوب الحديدي يلبسه العدو الإسرائيلي متذرعاً بالرغبة في السلام، وما نراه من عدوان متتال ومتوال على العرب والفلسطينيين والحصار الخانق على حماس, فالمشكلة أن الاحتلال والاعتداء ونذور الحرب ومدافع الهلاك وطائرات الدمار التي تجوب سماء غزة ليلا ونهارا ـ كما أن استغلال إسرائيل الفترة الانتقالية في البيت الأبيض وأفول نجم إدارة بوش ودخول إدارة أوباما استطاعت إسرائيل أن توجه لها أول صفعة تربك ما تحدث عنه الرئيس المنتخب أوباما أنه سيجعل السلام إحدى أولوياته في الشرق الأوسط, فها هي الأحداث اللاإنسانية المتسارعة التي تدل على عدوانية وهمجية العدو الإسرائيلي الذي نبذ السلام وراء ظهره، كما هي عادته منذ عشرات السنين كلما عاهدوا عهدا نقضوه, والهدف الرئيس المعلن هو إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات, وكلما ادعت أنها قريبة من السلام يسوقون للعالم أنهم راغبو سلام, وها هو أولمرت يقول إن أحلام إسرائيلي الكبرى يجب أن تتواضع فقد أصبحت مستحيلة وإنها عليها أن تعيش ضمن حدود 1967. انظر إلى هذه الأدوار الشريرة التي يتوزعها القادة الإسرائيليون بينهم، فلقد برهنوا بهذا العدوان عن حقيقة رغبتهم في السلام ووجهوا أول ضربة لهدف الإدارة الأمريكية الجديدة حتى تهتم إن كانت لديها رغبة في موضوع العدوان المجدد دون النظر في القضايا الأساسية, وأن على الرئيس الجديد ووزيرة خارجيته المعروفة بدعمها اللامحدود لإسرائيل إن كانت لديها الرغبة ولم تنفض يدها من هذه المشكلة في بداية عهدها، كما فعل طيب الذكر بوش, إضافة إلى التحديات الأخرى في العراق وأفغانستان وإيران وكوريا الشمالية وروسيا والمشكلات المالية في البيت الأمريكي وسيضعف ذلك قدرة الإدارة الجديدة صاحبة التأثير القوي في إسرائيل, حيث إن المجموعة الأوروبية, وهي القوة الثانية المهمة, منقسمة على نفسها وسيجد الرئيس الجديد أوباما نفسه مرة أخرى مركزاً لضغط قوى اللوبي الصهيوني في أمريكا واللوكيدون في الكونجرس, وعسى أن يكون نائبه أكثر عقلانية بعد أن اعتلى ثاني أهم منصب في أمريكا نائب الرئيس. إن العملية الإسرائيلية الوحشية على قطاع غزة وهي تحت الحصار وضرب النار مناورة حزبية غالية الثمن وستفشل كما فشلت سابقاتها في لبنان وستضع أحلام السلام على الرف لأشهر ـ إن أصحاب الضمائر الحية والحس الإنساني في عالمنا العربي والإسلامي يدركون همجية العدو الإسرائيلي وعدوانيته وعدم رغبته في السلام وإن كانت رؤوس الفتنة في إسرائيل ليفني وأولمرت ونتنياهو وبراك يشعرون بأن السلام قادم على جماجم الأطفال والنساء والكبار وتصفية نصف الشعب الفلسطيني وضم الأراضي وإنشاء الحواجز وابتلاع المزارع فهم واهمون جداً ـ حيث إن العدوان الإسرائيلي لا يسهم فقط في القتل والدمار للنساء والأطفال بل سيكون وسيلة لقتل عملية السلام والتفاهم مع العالم العربي والإسلامي والدولي, فهي طبيعة هذا العدو نقض العهود والمواثيق والعدوان والدم والدمار ـ إن هذه المحاولة الحزبية البائسة لتكوين شعبية على جماجم الفلسطينيين ودمائهم حيث إن الانتخابات على الأبواب وإن عميلة الموساد ليفني ترى من خلال خبراتها الاستخبارية السابقة أن هذه الشجاعة البائسة من خلال أجساد الأطفال والمسنين وهدم المساكن والمساجد ودور العبادة ستكون سلماً سهلاً تترقى عليه في الانتخابات المقبلة ضد المجرم الآخر نتنياهو، كما أن عاشق الدم باراك الذي تلطخت يداه سابقاً بدم الشهداء الفلسطينيين الأبرياء في لبنان وفلسطين حليف سيئ آخر يساعد ليفني على تحقيق أهدافها الانتخابية لفوز حزب كاديما في الانتخابات ـ غارت الوجوه وفسدت العقول ـ وصدق الله العظيم "فبما نقضهم ميثاقهم وكفرهم بآيات الله وقتلهم الأنبياء بغير حق وقولهم قلوبنا غلف بل طبع الله عليها بكفرهم فلا يؤمنون إلا قليلاً" (صورة النساء 155). فقوم هذا تاريخهم لا يستغرب منهم ما يقومون به من وقت إلى آخر من عدوان وهمجية ونقض للعهود وتلويح كاذب بالسلام, ولكن العجب أن تنطلي حيلهم وألاعيبهم على العرب العاربة والمستعربة التي لم تستغرب هذا الانحراف الفكري ـ وليس غريباً على قوم يقتلون الأنبياء أن يقتلوا الأطفال ويدمروا المساجد وقد وصفهم الله تعالي بأن قلوبهم كالحجارة أو أشد قسوة وأنهم أشد الناس عداوة للذين آمنوا وأن العهود والمواثيق والسلام معهم لا تنفع, وكلما عاهدوا عهداً نبذه فريق منهم ولذلك كانت سنة الله سبحانه وتعالي أن يبعث عليهم من خلقه المرابطون الذين يسومونهم سوء العذاب ـ نصر الله إخواننا وثبتهم وشد أزرهم وجعل الدائرة والسوء والهزيمة على أعدائهم أعداء المسلمين ـ حسبنا الله ونعم الوكيل.