"التجارة الخارجية" تحد يواجه منظومة دول الخليج مع انخفاض مستويات ‏أسعار النفط

"التجارة الخارجية" تحد يواجه منظومة دول الخليج مع انخفاض مستويات ‏أسعار النفط

تواجه دول الخليج العربي تحديات وشيكة على عدد من الأصعدة الاقتصادية خلال العام الجاري 2009، تبرز منها التجارة الخارجية المعرّضة للتراجع مع انخفاض أسعار النفط المورد ‏الرئيسي لدول المنطقة بعد التذبذبات الحادة التي تعرضت لها.‏
وذكر الدكتور عبد العزيز العويشق الوزير المفوض ومدير إدارة التكامل الاقتصادي والدراسات في الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي، ‏أن منظومة دول التعاون ستواجه تحديا مع انخفاض قيمة الصادرات النفطية بتراجع أسعار ‏النفط حيث تمثل المصدر الرئيسي للدخل.‏ وأضاف أنه في حال استمرار انخفاض أسعار النفط خلال السنوات المقبلة فإنه ‏ينتظر أن تتجه العوائد نحو التراجع خلال عام 2009، مقدرا أن يشمل الانخفاض ‏الصادرات غير النفطية المعتمدة على النفط، بينما رجح أن تستقر الصادرات غير النفطية ‏مع تقديرات أن تحافظ على مستوياتها الحالية.‏
وبين العويشق في بيان رسمي صادر عن اللجنة المنظمة لملتقى آفاق الاستثمار، أن هناك مؤشر ‏للانفتاح ومدى اندماج الكتلة الاقتصادية، فكلما ارتفعت النسبة، كانت هناك دلالة على ‏انفتاح اقتصادي إيجابي مع العالم الخارجي، مفيدا أن ذلك المؤشر يتم حسابه من خلال تقسيم ‏حجم التجارة مع الناتج الإجمالي المحلي.‏ وأضاف أن نسبة انفتاح اقتصادات دول مجلس التعاون هي بواقع 80 في المائة، ‏بينما يبلغ حجم التجارة الخارجية 800 مليار دولار، مشيرا إلى أن القيمة تضاعفت في أقل ‏من خمس سنوات وتحديدا من عام 2003 حيث كان حجم التجارة الخارجية وقتها 400 مليار ‏دولار.‏
وأرجح العويشق أسباب نمو التجارة الخارجية إلى ارتفاع أسعار النفط بشكل ملموس خلال ‏السنوات القليلة الماضية، إضافة إلى الجهود الناجحة لدول مجلس التعاون في رفع حجم ‏الصادرات غير النفطية التي أدت إلى تحقيق نمو في الصادرات، لافتا إلى أن نمو حجم ‏الصادرات غير النفطية وصل خلال عام 2007 إلى 25 في المائة.‏ وبين أن ‏الميزان التجاري الذي يمثل الفرق بين الصادرات والواردات امتد لسنوات طويلة لصالح ‏دول مجلس التعاون، مفصحا عن أن آخر الإحصاءات المتعلقة بحجم الميزان التجاري لمنظومة ‏دول المجلس حتى عام 2007 بلغت 300 مليار دولار.‏
وذكر الوزير المفوض في أمانة مجلس التعاون الخليجي أن كتلة الاتحاد الأوروبي تمثل أكثر ‏مناطق العالم التي تستورد منها دول الخليج وتمثل الشريك الأول بنسبة تبادل تجاري قوامه ‏‏25 في المائة، فالصين والولايات المتحدة واليابان بنسبة تراوح بين 10 و12 في المائة.‏
أمام ذلك، تقرر بحث ملف التجارة الخارجية في ملتقى آفاق الاستثمار الذي من المنتظر أن تستضيفه ‏العاصمة الرياض بالتعاون مع الأمانة العامة لدول مجلس التعاون الخليجي وعدد من ‏الأجهزة في الخليج والسعودية منها اتحاد مجلس الغرف الخليجية، مجلس الغرف السعودية، ‏والغرفة التجارية الصناعية في الرياض، إضافة إلى الهيئة العامة للاستثمار السعودية كشريك ‏استراتيجي، وبمشاركة قطاعات وأجهزة حكومية وغير حكومية والمراكز المتخصصة في ‏الشأن الخليجي.‏ ويناقش معرض وملتقى آفاق الاستثمار 2009 في نيسان (أبريل) المقبل وضع السوق ‏الخليجية المشتركة وقراءة المعوقات الحالية مع تطورات الأوضاع المالية والاقتصادية ‏العالمية وربطها بالانعكاسات والتأثيرات التي طالت اقتصادات دول مجلس التعاون وما ‏ستؤدي إليه حاليا وعلى المديين المتوسط والقريب.‏
ومعلوم أن مجلس دول الخليج يجري مفاوضات جادة مع عدد من التجمعات الإقليمية والكتل ‏الاقتصادية وتحديدا مع نحو 11 دولة وتكتلا إقليميا، من بينها ‏اليابان، الصين، سنغافورة، تركيا، ومجموعة (الميركوسور) لدول أمريكا الجنوبية، ‏وذلك بهدف التوقيع على اتفاقيات التجارة الحرة، حيث يتطلع أن ‏يكون لها أهمية كبيرة في تطوير مكونات الاقتصاد الخليجي، وتعزيز معدلات النمو لدول ‏الخليج، وفقا لما ذكره مسؤولون في إدارات ووزارات التجارة الخارجية الخليجية.‏ يذكر أن دول الخليج علقت أخيرا محادثات المفاوضات مع الاتحاد الأوروبي المتعلقة ‏باتفاقية التجارة الحرة الرامية إلى اتفاقية تعزيز التجارة والاستثمار بين الكتلتين وتسهيل ‏تصدير منتجاتها مثل البتروكيماويات إلى أوروبا التي تفرض حاليا ضرائب على بعض ‏الواردات من المنطقة، على خلفية الجهود التي بذلها الطرف الخليجي وتقديمه تنازلات ‏كثيرة ومرونة عالية لإنجاز الاتفاقية، إلا أن ذلك لم يجد تجاوبا يذكر من الكتلة الأوروبية ‏خلال 18 عاما.‏

الأكثر قراءة