السعودية تزيد حجم التخفيضات في إمدادات النفط.. وفرنسا تدعو إلى تسعيرة دولية

السعودية تزيد حجم التخفيضات في إمدادات النفط.. وفرنسا تدعو إلى تسعيرة دولية
السعودية تزيد حجم التخفيضات في إمدادات النفط.. وفرنسا تدعو إلى تسعيرة دولية

أكدت مصادر بصناعة النفط أن السعودية ستزيد حجم التخفيضات في الإمدادات النفطية الشهر المقبل مقارنة بالشهر الجاري لعملائها الآسيويين لتصل إلى أدنى مستوياتها منذ نحو خمس سنوات في إطار سعيها لدعم أسعار النفط. وتأتي هذه الخطوة في أعقاب اتفاق منظمة "أوبك" على خفض قياسي في الإنتاج بهدف دعم الأسعار.
وأكدت مصادر لدى سبعة مشترين آسيويين أن شركة أرامكو السعودية أخطرتهم بتخفيضات أكبر في مخصصات شهر شباط (فبراير) تراوح بين 7 و15 في المائة بالمقارنة مع تخفيضات تتراوح بين 5 و 10 في المائة لشهر كانون الثاني (يناير). وبالإضافة إلى رفع الأسعار في الأسواق العالمية فمن المحتمل أن تعمل هذه الخطوة التي تقترن بتخفيضات من جانب دول أخرى أعضاء في "أوبك" بدءا من هذا الشهر على رفع أسعار خامات الشرق الأوسط في المعاملات الفورية.
وكان انخفاض الإمدادات المتعاقد عليها لآجال محددة دفع شركات التكرير في آسيا للعودة مرة أخرى لسوق المعاملات الفورية في خامات الشرق الأوسط ورفع فوارق الأسعار لمعظم الخامات الشهر الماضي ومن المتوقع أن ترتفع مرة أخرى هذا الشهر على حساب الخامات المرتبطة بمزيج برنت.
وتتباين التخفيضات من شركة تكرير لأخرى لأن من المرجح أن السعودية ركزت التخفيضات على صادرات الخامات الأثقل والأقل جودة.
كما قال مسؤولون في شركات تكرير في أوروبا إن السعودية زادت أيضا حجم تخفيضات الإمدادات لأوروبا.
وفي حين أن المخصصات كانت أقل من المتوقع فان بعض المسؤولين في مصافي للتكرير قالوا إنهم طلبوا كميات أقل من الخام السعودي لشهر شباط (فبراير) بسبب الطلب المحدود. وقال أحد المسؤولين "هناك تخفيضات إضافية. إنها (المخصصات) أقل مما توقعنا".
وانخفض سعر الخام الأمريكي الخفيف أكثر من دولار للبرميل أمس، بعد أن أظهرت بيانات رسمية زيادة كبيرة في معدل البطالة في الولايات المتحدة الشهر الماضي.

#2#

وهبط سعر الخام الأمريكي 40.63 دولار للبرميل قبل أن يسترد بعض خسائره. وأثناء التعاملات بلغ السعر 41.12 دولار بانخفاض 58 سنتا عن الإغلاق السابق. في الوقت نفسه سجل مزيج برنت بحر الشمال في بورصة لندن للمواد الخام 44.42 دولار للبرميل بانخفاض مقداره 25 سنتا عن السعر أمس الأول. وكانت الأسعار ارتفعت في وقت سابق أمس بفعل بوادر على أن السعودية ستجري مزيدا من التخفيضات لإمدادات المعروض النفطي وأن حدا من المكاسب قرب تسوية أزمة الغاز الروسية - الأوكرانية بما يتيح استئناف الإمدادات. وهوت أسعار النفط أكثر من 100 دولار للبرميل منذ تموز (يوليو) مع انخفاض طلب المستهلكين والشركات على الطاقة بفعل الأزمة المالية العالمية وهو ما يهدد بتقلص إجمالي الاستهلاك العالمي للنفط للمرة الأولى في 25 عاما. وأظهرت بيانات لإدارة معلومات الطاقة الأمريكية يوم الأربعاء أن مخزونات الولايات المتحدة من النفط الخام سجلت الأسبوع الماضي زيادة قدرها 6.7 مليون برميل أو ما يزيد أكثر من سبع مرات عن الزيادة التي توقعها المحللون والبالغة 900 ألف برميل.
وارتفعت أيضا مخزونات البنزين والمقطرات مع صعود معدلات التشغيل في مصافي التكرير واستمرار ركود الطلب.
وفي فيينا قالت منظمة "أوبك" أمس، إن متوسط أسعار سلة خاماتها القياسية انخفض يوم الخميس إلى 42.13 دولار للبرميل من 45.75 دولار يوم الأربعاء الماضي.
من جهة أخرى، قال رئيس الوزراء الفرنسي فرانسوا فيون أمس، إن التقلبات في أسواق الطاقة زادت من حدة الأزمة المالية وإن من الضروري التوصل إلى اتفاق بين المنتجين والمستهلكين على أسعار الطاقة وإمداداتها للآجل المتوسط. وقال في مؤتمر عن العولمة "إن التقلبات المفرطة في أسعار الطاقة أدت إلى تدهور الأزمة الحالية. ولابد لنا من السيطرة على هذه التقلبات". وأضاف "نحن بحاجة إلى إعادة التفكير بالكامل في العلاقات بين المنتجين والمستهلكين".
وقال فيون إن على العالم أن يدرس "جدوى تقديم الدول المستهلكة تعهدات للآجل المتوسط بسعر شراء مقابل التزامات من المنتجين بتنفيذ استثمارات وأعمال صيانة تكفل استقرار الإمدادات وقدرا أكبر من الشفافية فيما يتعلق بتكاليف الإنتاج بما يسمح لكل واحد وللجميع أن يكون لديه رأي للآجل المتوسط وهو ما يمثل شرطا أساسيا للاستثمار في الطاقة والصناعة على حد سواء".

الأكثر قراءة