رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


غزة دموع وآلام

واصل العدوان الإسرائيلي وحشيته على شعب أعزل لا حول له ولا قوة، واصلت الدولة اليهودية أطماعها في اقتناص أبناء غزة والتهامهم بعتادها العسكري وإمكاناتها الهائلة في ظل صمت دولي مريب، وهو ما دفع الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي ليقول كلمته التاريخية أمام مجلس الأمن (قال فيها واصفا الوضع في قطاع غزة بأنه كارثة إنسانية بجميع المقاييس لا تؤدي إلا إلى مزيد من العنف والتطرف، ولا يحقق الأمن والسلام اللذين تتذرع إسرائيل بتحقيقهما. وأضاف أن على مجلس الأمن أن يعالج قضايا العرب بكل الجدية والمسؤولية، وأن يتخذ قرارا فوريا بوقف العدوان على غزة وإلا فإن العرب سيجدون أنفسهم مرغمين على إدارة الظهر والبحث عن خيارات أخرى). وما قاله المسؤول السعودي هو أقوى تصريح عربي تجاه هذا العدوان السافر ويؤكد حجم التألم الذي وصل إليه الحال خصوصا في المملكة العربية السعودية، ولعل الاحتقان الذي يسود الشارع العربي والإسلامي، بل حتى الشعوب المنصفة ليرى ذلك التفاعل مع ما يحدث لهذا الشعب الأعزل في قطاع غزة، وقد رأينا بأم أعيننا مشاهد تدمي القلوب وتذرف الدموع على أحوال أبناء غزة، نشاهد الأطفال والدماء تنزف منهم ونشاهد النساء والآلام تعتصرهن، وشاهدنا الشيوخ وهم يستغيثون بربهم أن يفرج همهم ويسدد رميهم ويهلك عدوهم الحقود الذي لا يملك ولا ذرة رحمة إزاء المشاهد الدامية التي يقوم بها في قطاع غزة، فالمذابح اليومية لم نشاهدها إلا منهم ومن داعمهم الكبير الولايات المتحدة الأمريكية، التي بكل بجاحة تؤيد ما تقوم به إسرائيل دون رحمة ولا رأفة بالمذابح الإجرامية التي يقوم بها العدو الصهيوني، ولا أدري متى يستيقظ ضمير هؤلاء الذين يدعون بأنهم يمثلون المجتمع الدولي وبالأخص مجلس الأمن، الذين يتلذذون وهم يشاهدون العدوان الإسرائيلي يتواصل وأصبح يقارب الأسبوعين دون قرار يلزم إسرائيل بإيقاف هذا العدوان، ولا نقول إلا لك الله يا غزة, فهو القادر على إخراجك من هذا العدوان الذي لم يشهد له التاريخ مثيلا، خصوصا أنه يحدث على شعب لا يملك من العتاد إلا قليله ومن الإمكانات إلا نذرها، ولا يدري متى تكون نهاية العدوان عليه.
إن ما يحدث من تدمير للبنية التحتية وقبل ذلك للإنسان في قطاع غزة هو أمر محزن ومؤلم لكل مسلم، ومسؤوليتنا كمسلمين الدعاء لإخواننا في قطاع غزة أن يكشف غمتهم وأن يرحم موتاهم ويتقبلهم شهداء وأن يرد كيد عدوهم في نحره وأن يعجل بنصرهم عليه إنه ولي ذلك والقادر عليه، وكذلك علينا أن نغير ما بأنفسنا وأن نجدد التوبة إليه حتى يستجيب منا الدعاء ويتقبله، ويكون في ذلك نصرة لإخواننا في غزة ولكل المستضعفين من المسلمين في كل مكان.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي