رسالة الخطأ

لم يتم إنشاء الملف.


في وداع عام... رسائل قصيرة

في نهاية هذا اليوم الأربعاء، يكون قد طويت صفحات عام كامل ميلادي 2008م وقبلها بأيام طويت صفحات العام الهجري أيضا 1429هـ. وقد عشنا في هذا العام مخاضاً صعباً. آمل أن يكون هذا المخاض قد بلغ أسوأ ما فيه، على الأقل بالنسبة لنا في الخليج. وإن كنت لا أعتقد ذلك، فالتحديات جسام، وعلينا أن نكون منتبهين لها. وبمناسبة العام الجديد، الهجري والميلادي، أرغب في تقديم اثنتي عشرة رسالة قصيرة SMS لأشخاص وجهات بعينها! وفي كل الحالات نقول للجميع كل عام وأنتم بخير ووقانا الله شر الأزمات كلها القلبية منها والمالية!
الرسالة الأولى: لمؤسسة النقد العربي السعودي (ساما) ومحافظها "المحافظ جداً" حمد بن سعود السياري: لا أعلم عن مسابقة عالمية لتحديد أفضل محافظي البنوك المركزية في العالم في إدارة السياسات النقدية في ظل الاختبارات الصعبة للنظام المالي العالمي، ولكن لو كان هناك ثمة واحدة عالمية، لكنت بالتأكيد على رأس المكرمين "كأفضل محافظ بنك مركزي".
الرسالة الثانية: لوزارة التخطيط والاقتصاد: هل تعلم وزارتكم الكريمة أن هناك أزمة مالية عالمية حدثت خلال عام 2008م، ولم تنته بعد؟! إذا كنتم تعلمون: فما هي وجهة نظر الوزارة فيها؟ وما مدى تأثيرها في خطط المملكة واقتصادنا بقطاعيه العام والخاص؟! وما الذي حدث للفقر العادي والفقر المدقع وباقي أنواع الفقر بعد أزمات سوقنا المالية؟ هل زاد عددهم - أقصد الفقراء - أم قل؟ هل نطمح بتقرير واحد فقط من مقامكم الكريم عن كل هذا!
الرسالة الثالثة: لهيئة السوق المالية: أعتقد أن منحنى التعلم قد انتهى بدخولكم في السنة الخامسة من عمر الهيئة المديد. وعليه، كلي أمل أن تنتهي مرحلة التشنج العضلي وأن تكون هناك فترة لأخذ نفس عميق، والبدء بنفسية أكثر أريحية في إدارة السوق. سؤال بسيط يحيرني. لماذا تم اختيار الكشف عن الملاك الذين يملكون 5 في المائة فأكثر، وليس لمن لديه 1 في المائة فأكثر مثلاً؟ أليست هذه شركات مساهمة عامة ومن حقي معرفة كل من يملك معي في هذه الشركات، حتى لو سهماً واحداً! لنفكر معاً في الأمر. وكلي ثقة بقيادات الهيئة المخلصة.
الرسالة الرابعة: للإعلام الاقتصادي، وتحديداً رؤساء التحرير: الطفرة التي شهدها الإعلامي الاقتصادي خلال السنوات القليلة الماضية عربياً، وبالذات في تغطية أحداث الأزمة المالية، أوضحت أن الإعلام الاقتصادي العربي لا يزال أمامه شوط طويل لمقابلة الطموحات، مع مقابلة التحديات التقنية المتسارعة أيضا. نصيحة لرؤساء التحرير، أقسام الاقتصاد لديكم بحاجة إلى كفاءات من نوع خاص وليس إلى خبرات إعلامية فقط أو موظفي علاقات عامة!
الرسالة الخامسة: للشيخ الدكتور سلمان العودة: الجميع شاهد القفزة "النوعية" في فتاوى هذا العام- فتاوى 2008م- ولكن يبقي الشيخ سلمان العودة لديه فكر خاص جداًً، ومستعد للمراهنة على إنه لم يكشف من هذا الفكر حتى الآن إلا القليل . أسأل فضيلته، هل طريقة الفتوى في عالمنا الإسلامي بهذا الشكل صحيحة، وصحية؟ هل يجب أن يوزن كل أمر كبر أم صغر بميزان ديني بحت حتى وإن كان دنيويا بحتا؟ أين نحن من مبدأ (أنتم أعلم بأمور دنياكم ) وما مدى تطبيقنا له! أين علل الفتوى الإسلامية؟ أترى العلل في المستفتين، أم في الفتاوى، أم في المستفتون ! أين الخلل يا شيخنا الفاضل في فكرنا الإسلامي؟ وجزاك الله خيراً.
الرسالة السادسة: للمواطن: أنت وما أدراك من أنت! أنت من يتحدث الجميع باسمك، وأنت من جلهم بريء، بل وآخر من يعلم. أنت الذي عليك أن تكون مسؤولاً عن نفسك ولن يفيدك إلا عملك وجهدك ورفع وعيك وذوقك العام. عليك التفكير مع بزوغ فجر العام الجديد أن تطور أسلوبك في إدارة دخلك ومصروفاتك بما يتماشى مع قدراتك، وليس طموحاتك. حاول باستمرار أن تكون سيد نفسك وليس أسيرا لظروفك. البلد فيه خير كثير لمن يجتهد ويسعى! ولكل مجتهد نصيب إن شاء الله.
الرسالة السابعة: لمديري الشركات المساهمة العامة: الفرق واضح بين الفشل في إدارة الشركات والنجاح، كل ما عليك أن تحدد هل تريد النجاح ولا شيء غير النجاح للشركة التي اؤتمنتم على إدارتها، أم الفشل وتحقيق أجندات أخرى شخصية! تذكروا أن كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته.
الرسالة الثامنة: للمسؤولين الحكوميين: قد لا يكون لديكم الدخل المادي الذي يرضي الطموح، ولكن تبقى على كواهلكم مسؤوليات ألزمتم بها، ولديكم صلاحيات لخدمة دينكم وبلدكم. ارضوا الله قبل أي شيء آخر، وسيغنيكم الله من فضله. أو اتركوا مناصبكم لمن يستطيع!
الرسالة التاسعة: لمحللي أسواق المال: أعُطينا الثقة في التحدث عن أمر هو تخصصي بحت، ولكنه أيضا يحتاج إلى مَلكة وعمق معرفي متواصل وليس لدورة في التحليل الفني. لنتق الله بمن وثقوا بما نقول، أو لنصمت. قراءة الأسواق المالية تعتمد على معلومات ومعرفة. ولا يمكن التحدث عنها بمعزل عن تلك ما الخاصيتين.
الرسالة العاشرة: لمصدري التقارير الاقتصادية: لم أستطع فهم كثير من التقارير الاقتصادية التي تصدر عن منطقة الخليج من مراكز مؤسسات استثمارية ومالية، ولكن أفهم أن هناك غيابا كبيرا للمعلومات وهي مسؤولية الجهات الرسمية والشركات، ومع ذلك، هذا لا يعني أن نصدر تقارير حسب تعليمات كتاب "ابلى" نظرة في كيفية إعداد طبق "بيض" مسلوق!!! عليكم أن تفهموا تفاصيل الاقتصاد السعودي قبل أن تتحدثوا عنه! الغريب أن إعلامنا العربي ما يزال يحتفل بمثل تلك التقارير، لمؤسسات وشركات لم تستطع إنقاذ نفسها من الإفلاس!!!
الرسالة الحادية عشرة: لكتاب الصحف المحلية: الكتابة مسؤولية وأمانة، لذا آمل أن نتثبت مما يأتي من معلومات قبل شحذ همم القلم، وقد قيل في الأثر "من أتاك وقد فقعت عينه فلا تحكم له فلعل الآخر قد فقعت كلتا عينيه. كذلك لا يعني أننا أعطينا المساحة، أن نكتب في كل شيء! فهناك شيء اسمه تخصص!
الرسالة الثانية عشرة: لجماعة مسجدي: شكرا للنصيحة ونسأل الله لنا ولكم الهداية والاستقامة على أمره. ولنا في أسلوب رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة في تبليغ الرسالة للكفار قبل المقصرين من أمته وأنا منهم!!! لستم خيراً من موسى، ولست أسوأ من فرعون، ومن ليس لديه خطيئة غير محمد فليقذفني بحجر!!!

كل عام وكل المُرسل لهم وجميع من قرأ هذه الرسائل بألف خير.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي