المدارس وبرنامج التمر والحليب
أحضر لي ابني محمد في بداية الفصل الدراسي الأول من هذا العام من مدرسته خطابا متضمنا طلب تزويده بعدد من ثلاث إلى أربع تمرات مع وضعها في مغلف وحليب سادة دون إضافات منتج محليا لتناولها في المدرسة مع كتابة مبرر لذلك عبارة عن فوائد التمور والحليب في مكافحة هشاشة العظام وعرفت لاحقا أن وزارة التربية والتعليم تبنت برنامج التمر والحليب, وحسب اعتقادي أنها أصدرت تعميما للمدارس الابتدائية لتطبيقه إلا أن الاستجابة تختلف من مدرسة لأخرى ويعتمد ذلك ـ بعد توفيق الله ـ على نشاط مدير كل مدرسة واستطاعته التواصل مع أولياء الأمور.
وهنا أود أن أشيد بمدير مدرسة العناية الأهلية الابتدائية ونشاطه وحرصه على تطبيق هذا البرنامج وتشجيع أبنائه التلاميذ على ذلك وقد يكون نشاطه من المبادرات الإيجابية التي تمت وتتم في بعض المدارس سواء الحكومية أو الأهلية في مناطق المملكة المختلفة والتي خدم الحظ بعضها ورأت النور عبر وسائل الإعلام, فيما الأخرى بقيت في المحيط الخاص بها وهذا لا يقلل منها، ومن ميز هذا البرنامج متابعة سير أعماله, حيث أرسلت المدرسة بعد شهر من بدء الدراسة خطاب شكر وتقدير لكل أسرة تعاونت معها لأنه وللأسف بعض أعمالنا تنقصها الديمومة والمتابعة والتقييم كما يميز هذا البرنامج جمعه بين الألبان والتمور كصنفين غذائيين رئيسيين مهمين للمستهلك في مختلف مراحله العمرية وعلى وجه الخصوص في مرحلة الطفولة لبناء الجسم حيث إن الألبان ومشتقاتها تلعب دوراً مهماً في التغذية باعتبارها من المواد الغذائية الأساسية لبناء الجسم، وتزداد أهميتها للأطفال صغار السن بصفة خاصة، وأوضحت الدراسات أن الحليب يعد غذاءً كاملاً يحتوي على مركبات وفيتامينات ضرورية مثل البروتين، والكالسيوم، والفوسفور، وفيتامين أ، وفيتامين ب، وفيتامين ج. هذا وتعادل القيمة الغذائية للِّتر الواحد من الحليب 400 جرام من اللحم البقري، أو تسع بيضات، أو 800 جرام من السمك، أو 400 جرام من لحم الدجاج، كما أن نسبة قابلية الحليب للهضم عالية جداً إذا ما قورن بالأغذية الحيوانية والنباتية الأخرى حيث ما يهضم منه 98– 99 في المائة، كما أن التمر له فائدته المباشرة للجسم فهو يلقب بسيد الأغذية ومنجم المعادن والفيتامينات فهو غذاء كامل لاحتوائه على سكريات سريعة الامتصاص تذهب رأساً للدم وللخلايا الجسمية لتمنحها الطاقة والحرارة والنشاط ولا يحتاج امتصاصها إلى عمليات هضمية معقدة كما في المواد النشوية والدهنية، وهو مصدر وقود للجسم ويساعد على غسل الكلى وتنظيف الكبد ويحتوي على الفسفور بنسبة عالية ولهذا يُعد منشطاً للقوى الفكرية، ولو لم يكن في التمر من فائدة سوى احتوائه على المغنسيوم لكفاه سبباً يضعه في مقدمة الأغذية، ومثل هذا النشاط يسهم في خلق عادات إيجابية لدى المستهدفين وعلى وجه الخصوص الأطفال في المدارس. وخلق مجتمع صحي وإيجاد نمط استهلاكي يبدأ مع الناشئة ويعكس المبادرات الجماعية والفردية وأتمنى من وزارة التربية والتعليم مشكورة متابعة مثل هذه الجهود وإبرازها وتقدير المدارس النشطة وحث المدارس الأخرى لإنجاح هذا البرنامج لتتحقق الديمومة " بمشيئة الله" لمثل هذه البرامج .