أشخاص يستعرضون بالعين
جلست ذات يوم مع رجل أعرفه منذ سنوات وخلال حديثي معه تفاجأت به، وهو يحدثني عن مغامراته مع النظر بالعين ـ أي حسد الآخرين بعينه، وكيف أنه تسبب في بعض الأحداث لبعض أقربائه، وكان يتحدث معي من باب التفاخر بهذا الفعل، وهو دون شك فعل قبيح لا يقره الشرع، واتقاء لشر العائنين على المسلم أن يتعود على المداومة على قراءة الأوراد الشرعية التي حثنا عليها النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ، وهو أمر مهم, علينا جميعا القيام به امتثالا لأوامر الرسول الكريم، ولا سيما أن العائن يذهب ضحاياه الكثير من الناس فكم من نفس غادرت الدنيا بسبب عين لم تذكر الله، أو بإعجاب لا يعرفه عنه أحد، وقد جاءت السنة النبوية بالكثير من الأحاديث التي ثبتت عن المصطفى ـ صلى الله عليه وسلم ـ ومنها ما رواه الصحابي الجليل عبد الله ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما عَنْ النَّبِيِّ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ قَالَ: "الْعَيْنُ حَقٌّ وَلَوْ كَانَ شَيْءٌ سَابَقَ الْقَدَرَ سَبَقَتْهُ الْعَيْنُ وَإِذَا اسْتُغْسِلْتُمْ فَاغْسِلُوا" (رواه مسلم)، وقال صلى الله عليه وسلم: "العين تدخل الرجل القبر، وتدخل الجمل القدر" وورد في الجامع الصحيح للسيوطي، "من أعظم ما تستدفع به العين ـ كما ذكرت آنفا ـ أن يجدد المسلم الافتقار والذلة والانكسار لله والحاجة لحفظ الله ورعايته له, بقراءة أذكار الصباح والمساء فقائلها لا يضره شيء ـ بإذن الله ـ, فقد كان النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يعوذ الحسن والحسين ويقول (إن أباكما كان يعوذ بها إسماعيل وإسحاق أعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة) صحيح البخاري.
وكما فعل الخليفة الراشد عثمان ـ رضي الله عنه ـ عندما رأى صبياً صغيراً حسن الهيئة، فقال: دسموا نونته، أي سوّدوا الدائرة التي تكون في خديه، حتى تنصرف الأعين عنه.
المهم أن هذا الرجل يقول كدت في إحدى المرات أن أقضي على ابنتي دون شعور مني وذكر لي 13حادثة فعلها، ولمست خلال حديثه بعد أخذ ورد معه أنه نادم على ما حدث منه في السابق فقلت الحمد لله, واللهم لا تسلطه على أحد بعد الآن .
وأذكر أن أحد الأصدقاء من الرياضيين المشهورين السابقين أصابته عين ذات مرة ولم يتضح أي شيء فيها وعندما تم الكشف عليها وقرر الأطباء إجراء عملية له، وفجأة جاءه أحد محبي ناديه من الجماهير وقال له: يا أخي أظن إصابتك كانت مني فدعني أنفث لك في ماء, وفعل الرجل، وأخذه الرياضي واغتسل به وغسل رجليه، يقول "عندما وضعت الماء على مكان الإصابة كأن هناك شررا خرج منها، وأنقذني الله من عملية كان من الممكن أن تجرى لي، وهذه حادثة سمعتها بنفسي من هذا الصديق الرياضي، وصديق آخر من سنوات توقفت الاستفادة من رجله بسبب عين من رجل معروف لديه، واستغربت من هذا الأخ أنه لم يتحدث معه، فقال لقد تحدث معه آخرون ولكنه لم يتجاوب، وللأسف أن هناك من يتفاخر بهذا الفعل ولا يتراجع عنه ويسهم في شفاء المريض، وهؤلاء قد تكون عقوبتهم عند الله وخيمة ونسأل الله أن يجنبنا شرهم وأن يقينا أفعالهم المشينة إنه ولي ذلك والقادر عليه.