كوريا الجنوبية وكينيا: بدايات متشابهة ونهايات مختلفة!

كوريا الجنوبية وكينيا: بدايات متشابهة ونهايات مختلفة!

في هذا الكتاب يقابل القراء أفراد العصابة الاقتصادية؛ منهم أحد دبلوماسيي الولايات المتحدة الذي يوقف سيارته الفخمة في الصف الثاني في شوارع نيويورك في ساعة الذروة لأن الشرطة لا تستطيع أن تمسه لحصانته الدبلوماسية.
وهناك فرد آخر صيني للعصابة الاقتصادية يتهرب من الضرائب بتحويل الدجاج المجمد إلى ديوك رومية مجمدة. وهناك الديكتاتور وثري الحرب والبيروقراطي الفاسد الذين ينهب مليارات الدولارات من المعونات المقدمة للدول النامية. وهناك المجرم الخبيث الذي يرى السرقة والقتل على أنها مجرد جزء آخر من استراتيجية إدارة أعماله.
يصطحب الكتاب القراء إلى هذه العوالم السرية الفوضوية التي تتوارى فيها سلطة القانون ليسود فيها أولئك البلطجية المتوحشون، ويتتبع حركة المساعدات الأجنبية حتى وقوعها في أيدي الحكومات الفاسدة والشخصيات المشبوهة من العالم السفلي للفساد والجريمة.
كما يعد الكتاب القراء بقضاء بعض الوقت مع تجار السوق السوداء الذين يلعبون بالنظام الدولي، وتتبع ارتفاع وانخفاض أسعار الأسهم لشركات ذات صلة بديكتاتور في إحدى الدول في الشرق الأقصى.
يستخدم الكتاب علم الاقتصاد ليدلف إلى عقول أفراد العصابات، ويقترح حلولا يمكن أن تحدث تغيرا في حياة الفقراء في العالم بما فيها تقديم المساعدات النقدية لنزع فتيل العنف في أوقات الجفاف والمجاعات وإبعاد البنك الدولي عن برامج المساعدات الأكثر عرضة للفساد.
بعد نهاية الحرب العالمية الثانية وفي حقبتي الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي، حصل الكثير من الدول الإفريقية والآسيوية على حريتها واستقلالها من الاستعمار الأجنبي، وكان السؤال الذي يطرح نفسه آنذاك هو: ما إذا كان الاستقلال سيضع هذه الدول في أيدي أبنائها بالفعل؟ وهل سيعود هذا بالنفع على المواطن العادي؟
الواقع أن الأربعين عاما الماضية شهدت بعض المعجزات الاقتصادية الهائلة في تاريخ البشرية، فعلى سبيل المثال عام 1963 كان الفرد متوسط الحال في كوريا الجنوبية أو كينيا يكسب فقط عدة مئات من الدولارات في العام ومعظمهم يعيشون كفلاحين، وكانت كلتا الدولتين تتعافيان من آثار النزاعات المسلحة التي خلفها الاستعمار.
كانت كوريا الجنوبية حققت إنجازا في مجال محو الأمية، بينما كينيا لا تزال غنية بالثروات الطبيعة بما فيها مساحات شاسعة من أكثر الأراضي خصوبة في العالم. بدأت كوريا الجنوبية في اقتحام مجال النمو الاقتصادي بصناعة المنسوجات والصلب ثم اتجهت إلى صناعة المنتجات الاستهلاكية من البضائع والإلكترونيات المتقدمة.
وعلى الرغم من البدايات المتشابهة لكل من كينيا وكوريا الجنوبية إلى أن الوضع الحالي مختلف تماما، فكينيا لم تحقق أي تقدم يذكر عما كانت عليه عام 1963، بينما نجحت كوريا الجنوبية في رفع المستوى المعيشي لمواطنيها بدرجة كبيرة.
يتناول الكتاب هذا الموضوع, إضافة إلى مجموعة من الموضوعات الأخرى التي تتعلق بأسباب نجاح بعض الدول في الخروج من فخ الفقر وبقاء الدول الأخرى عالقة في شراكه.

الأكثر قراءة