السياحة التايلندية تعاني من الأزمات والفنادق تخفض 50%
ترك اغلاق مطارين في العاصمة التايلاندية بانكوك ، الذى انتهى اليوم ، فنادق العاصمة خاوية ووكالات السفر دون مسافرين وصناعة السياحة برمتها في انتظار علاج سريع للفوضى السياسية التى شهدتها البلاد فى الاونة الاخيرة. ويقول سوفاوان تانومكياتيبوم مدير التسويق باتحاد الفنادق التايلاندى لقد تراجع حجم الاشغال في فنادق بانكوك هذا الاسبوع لما لا يزيد على عدد أصابع اليدين وعندما يغادر السياح الموجودون الان فإنني لا اعتقد انه سيكون ثمة إحلال لهم قريبا.وقد خفضت فنادق بانكوك أسعارها بنسبة تصل إلى 50% هذا الشهر في مسعى لتنشيط السياحة الداخلية وذلك بعد اختفاء السياح الاجانب. وقال سوفاوان "فنادقنا ستقدم الكثير من العروض الترويجية فى سوق السياحة الداخلية لان هذا هو السبيل الوحيد المتاح أمامنا الان".قليلة هي البلدان التي وجهت مثل هذه الضربة القاصمة لقطاع السياحة بها على نحو ما فعلت تايلاند خلال الاسبوع المنصرم. وعلى مدى أسبوع كامل أغلق أنصار حزب تحالف الشعب من أجل الديمقراطية المناهض للحكومة مطارين دوليين في بانكوك -هما مطارا سوفارنابومىالدولي ومطار دون ميونج-في مسعاهم لاسقاط حكومة رئيس الوزراء سومشاي وونجساوات. وكبدت هذه العملية البلاد خسائر تصل الى نحو 90 مليون دولار يوميا فى صورة رسوم شحن وتفريغ البضائع في مطار سوفارنابومى كما من المتوقع أن يتراجع عدد السياح الاجانب الى النصف العام القادم ليصل الى نحو 7ملايين فقط.يقول لوزي ماتزيج مدير "آسيان ترايلز"وهي شركة سياحية متخصصة في السوق الاوروبية "لو استطعت هذا العام الحصول على نصف الحجوزات التي حصلت عليها فى ديسمبر الماضي ، سأكون سعيدا".وقال ماتزيج "لو أن كارثة طبيعية ألمت بنا لتفهم الناس الامر لكن عندما تكون الكارثة من صنع يديك فان من حق الناس أن تساورهم الدهشة".وقد عانت تايلاند من كوارث عديدة أثرت على صناعة السياحة بها في السنوات الاخيرة.كانت هناك أحداث 11 سبتمبر التي جعلت عددا كبيرا من السياح الغربيين يحجمون عن استخدام الطائرات .ثم كان تفشي مرض سارس عام 2003الذي أعقبه مرض انفلونزا الطيور ثم كارثة تسونامي في 26 ديسمبر عام 2004 التي خلفت أكثر من خمسة الاف قتيل على شواطئ جنوب تايلاند نصفهم من السياح الاجانب.
بيد أن صناعة السياحة التايلاندية ذات السمعة الطيبة كوجهة تزخر بمواقع سياحية جذابة وشعب ودود ومظاهر ترفيه متميزة استطاعت التعافي بسرعة من كافة الكوارث السابقة. لكن ليس من المتوقع ان تتعافى البلاد على نحو سريع هذه المرة لاسباب عدة منها أن سبب اغلاق مطاري بانكوك وحالة عدم الاستقرار السياسي لم يتبددا بعد.يقول جون كيلدوسكي مدير البحوث باتحاد"باسفيك اسيا ترافيل اسوسيشن"للسياحة " إن عودة السياح ستعتمد على ثقة المستهلك وثقة المستثمر وثقة شركات الطيران والثقة بعدم تكرار اغلاق المطارين".ومن سوء الطالع انه من غير الواضح ما إذا كانت تايلاند قد حلت أزمتها السياسية.