وثيقة التأمين للحج والعمرة

وثيقة التأمين للحج والعمرة

نحن في قطاع التأمين نزعم أننا قريبون من الناس في كل مناسباتهم، لكن يجب أن نطرح على أنفسنا سؤالا مهماً وهو ماذا قدمنا للحجيج والمعتمرين؟ خصوصا أنهم إخوة لنا في الدين والعقيدة وفيهم آباؤنا وأمهاتنا وأصدقاؤنا، فإذا لم نقدم لهؤلاء الحماية التأمينية، فلمن نقدمها؟ وإن لم نكن قريبين من الناس في هذه المناسبة العظيمة فمتى سنكون بقربهم؟ لذا أقدم هنا مقترحاً حول تقديم الخدمة والحماية التأمينية لحجاج ومعتمري بيت الله الحرام.
وثيقة تأمين الحج والعمرة: لقد عرف سوق التأمين السعودي بعض نماذج الحج والعمرة، لكن مع الأسف كانت محاولات في إطار ضيق ولم يتم تطبيقها بصورة موسعة، حيث كانت هذه الوثيقة تغطي فقط الحوادث الشخصية التي يمكن أن يتعرض لها الحاج أو المعتمر، ولم تكن هذه الوثيقة إلزامية وهذا يعد إحدى صور القصور فيها، حيث تحل الجهات المنظمة لرحلات الحج والعمرة محل شركات التأمين في توفير الحماية والتغطية، ولكن غالبا ما تكون هذه الجهات ضعيفة للغاية، وتكون التعويضات التي تقدمها أقل من الخسارة التي تعرض لها الحاج والمعتمر، ما يسبب الكثير من الشكوى والتذمر من جميع الأطراف.
لذلك أرى أن تستفيد شركات التأمين العاملة في السعودية من هذه المناسبة، وأن تثبت أنها موجودة عند الطلب وفي كل المناسبات فعلا وليس قولاً، والمطلوب من وجهة نظري حتى يتسنى لنا تقديم الحماية التأمينية بصورة فاعلة وجيدة، توافر الآتي:
الحوار من الجهات المعنية لإقناعها بفرض إلزامية التأمين على الحجيج والمعتمرين، إيجاد وثيقة موحدة بين جميع الشركات التي ترغب في تقديم هذا النوع من التأمين، حيث يقوم خبراء التأمين بوضع شروط وأحكام التأمين مراعين في ذلك الظروف الخاصة لهذا النوع، سواء بالنسبة لشركات التأمين أو بالنسبة للحجيج أنفسهم.
كما أنه يجب اعتبار هذه الوثيقة من المتطلبات الأساسية لدخول أي حاج أو معتمر للمملكة، خاصة وللمملكة تجربة ناجحة في فرض إلزامية التأمين على المركبات، إضافة إلى توحيد سعر هذه الوثيقة حتى لا يصبح هناك مضاربة بين البائعين أو المزودين، ما ينعكس سلبا على هذه الخدمة، وأن تكون الوثيقة باللغة العربية، ويتم ترجمتها إلى لغات الدول الإسلامية الأخرى.
يجب أن تكون هذه الوثيقة حسب تأشيرة الدخول من أول دخول الحاج أو المعتمر إلى أرض المملكة حتى خروجه منها، كما يجب أن تتضمن هذه الوثيقة جميع الأخطار التي يمكن أن يتعرض لها الحاج، ونذكر منها: الحوادث الشخصية، حوادث السير، فقدان الأمتعة، المعالجة الطبية الطارئة، تغطيات وثيقة السفر.
يجب أن توفر شركات التأمين طاقما مدربا يوجد بصورة دائمة في أماكن الزيارة في مكة والمدينة المنورة لإرشاد الحجاج والمعتمرين ومساعدتهم عند حدوث أي طارئ، وأن يتم إدخال المعلومات حاسوبيا وتزويد الجهات التي ستتعامل مع الحجيج والمعتمرين كالمستشفيات ودوائر المرور وغيرها، وذلك لتسهيل تقديم الخدمة للمؤمنين. ويفضل أن تشترك جميع شركات التأمين العاملة في هذا النوع من التأمين من خلال ما يعرف بـ Insurer Pool.
ختاما: النقاط المطروحة أعلاه ليست صعبة التنفيذ إنما تحتاج فقط لتطبيقها إلى توافر الإرادة لدى القائمين على قطاع التأمين السعودي، وهذه دعوة للحوار والتفكير بجدية وبصوت عال.

إعداد: د. مراد زريقات
مدير تطوير الأعمال في شركة التأمين العربية التعاونية
[email protected]

الأكثر قراءة