رؤساء ورجال حول الرئيس
لدي قارئ نشط يقرأ بين السطور وخلفها وأمامها وأستمتع بالحديث معه وإليه وهو على درجة كبيرة من العلم والخلق، ومع امتداد دولي في العلاقات والمعلومات وكان لسان حاله في المرة الأخيرة "يقول طولتوها" في الحديث عن أوباما وكأنه المنقذ للسياسات الأمريكية المتهورة وأردف يقول ستجدون الفرق ضئيلا جداً بين السياسات، حيث المصالح والمنافع والنفوذ والمنافذ هي التي تحكم العلاقات والمعلومات التي يستقيها الرئيس من داخل المنظومة الإدارية داخل المكتب البيضاوي وهي غير تلك المعلومات العامة التي يحيط بها قبل الانتخابات وما عليكم سوى السكون والانتظار، ووعدته أن يكون حديثي في هذه الحلقة هو ختام الحديث عن هذا الموضوع حتى بزوغ فجر ممارسة الصلاحيات ومرور الـ 100 يوم الأولى، وسأتحدث في هذه الحلقة النهائية عن مبادرة اختيار الرئيس لفريقه الاقتصادي والذي سيضع خطة الإنقاذ للوضع المالي المتردي وكذلك تشكيل فريق العمل في الإدارات الرئيسة كوزارة الخارجية التي أشرنا إلى أنها قد تتجه إلى هيلاري كلينتون وأشرت إلى أنه لا تتوافر لديها المهارات الأساسية لمثل هذا العمل الحساس انطلاقاً من محاذير كثيرة، فهي محامية قديرة وعضوة ناشطة في مجلس الشيوخ وزوجة رئيس سابق وسيدة أولى لسنوات والأهمية البالغة لوزير الخارجية تأتي من العلاقة المباشرة مع الرئيس صاحب القرار، وقد أشار الكاتب الأمريكي أرون ميلر مستشار سابق لوزارة الخارجية إلى أن أصدقاء أمريكا وأعداءها يستغرقون خمس دقائق فقط لمعرفة من يتحدث باسم البيت الأبيض ومن الذي لا يعمل "انتهي كلام ميلر كما نقله توماس فردمان في مقال عن السيدة الوزيرة ـ ولعل فطنة القارئ تقوده إلى معرفة وزراء الخارجية السابقين الفاعلين بحكم صلتهم بالرؤساء كجون فوستر دالاس وهنري كيسنجر وجيمس بيكر، حيث كانت علاقاتهم بالرؤساء وثيقة جداً ـ كما أنه يبدو أن وزير الدفاع جيتس سيظل في وزارته الدفاع وهي إحدى الوزارات المهمة كما أتوقع بقاء نقرو بنتي في سلسلة النظام ـ كما كان اختيار وزير الخزانة تيموثي جتيز وهو المسؤول عن بنك الاحتياط الفيدرالي في نيويورك وأحد الذين استعان بهم هنري بولسون وزير الخزانة في المرحلة الحالية الحرجة ـ وزير العدل أرك هولدر هو الآخر يأتي من خلفية أفرو أمريكية فهو وزير العدل الأول الذي يختار من أصل أمريكي إفريقي ويحمل خلفية مماثلة للرئيس أوباما حيث والده من بربادوس وهي إحدى جزر البحر الكاريبي وقد عمل في وزارة العدل في السابق وكان قاضياً في المحكمة العليا ومشهورا بصرامته واستقلال شخصه ـ كما قام باختيار وزير التجارة ريتشار دسون وهو وزير سابق للطاقة ـ أشرنا إليه سابقاً في الحلقة الماضية إلى أن رام إيما نويل وهو كبير موظفي البيت الأبيض وهو إسرائيلي ـ أمريكي يتمتع بعلاقات واسعة مع مجلس الشيوخ وكذلك مع رئيس الوزراء السابق والمحتمل نتنياهو ـ كما اختار صديقه السابق روبرت جيبس مدير الاتصال خلال حملته الانتخابية السياسي الخبير في وسائل الإعلام ناطقاً باسم البيت الأبيض، كما سيتسلم توم داشل الذي قاد معارك عنيفة ضد الجمهوريين في الكونجرس وزارة الصحة، ومن المتوقع أن ينضم إلى الإدارة لارنس سمرز وزير الخزانة السابق في عهد كلينتون كمستشار اقتصادي كما ستكون صديقته فاليري جاريت مستشاراً رفيقاً أو وزير في إدارته الجديدة وجانيت نابوليتانو وزيرة الأمن الداخلي وكولن باول وزيراً للتعليم وآخرون في الطريق ـ ولعل الحديث عن الرئيس الأمريكي وإدارته يجرنا للحديث عن بعض غرائب رؤساء أمريكا السابقين الذين تمتعت سيرتهم الذاتية ببعض التصرفات أو الأشغال قبل بلوغ سدة الرئاسة أو أثناء العمل كرؤساء بدءا بالرئيس باراك أوباما الذي تغيرت منذ الرابع من تشرين الثاني (نوفمبر) حياته رأساً على عقب, لم يعد بإمكانه الذهاب إلى حلاقه المفضل في شيكاغو كما لم يعد بإمكانه الدخول إلى مطاعم ماكادونالدز أو شراء قهوة ستاربك، كما أصبح بيته الصغير الذي يقيم فيه قلعة من الحراس والحوائط الأسمنتية ويتنقل في سيارة مصفحة, ومن المفارقات العجيبة أن الحزب الديمقراطي في عام 2000 لم يسمح له بدخول مقر مؤتمر الحزب وعدم إعطائه البطاقة للدخول في لوس أنجلوس وعلى ذمة الـ "بي بي سي" فقد رشت يدي الرئيس باراك أوباما بمطهر عند مقابلته للرئيس بوش في المرة السابقة للقاء الأخير ـ سيرة هذا الرئيس مدعاة للعجب والتعجب فهو يملك أقصر سيرة ذاتية للرؤساء الأمريكيين وعاش ظروفا اجتماعية سيئة في طفولته وربما عاش على كوبونات الطعام التي تعطى للفقراء في طفولته وتقول إحدى روايات زملائه للدارسة في إندونيسيا في طفولته إنه كتب ذات مرة أنه سيصبح رئيساً للولايات المتحدة.
طرائف الرؤساء السابقين
الشعب الأمريكي ونحن معه مولع بالمقارنات والطرائف وحب الاستطلاع ولا يستثني من ذلك رؤساؤهم حيث شاع أن أقصر رئيس حكمهم هو الرئيس الرابع جيمس مادلسون طوله 163 سنتمترا ووزنه 45 كيلو جراما, أما أطول الرؤساء فهو أبراهام لنكولن طوله 193 سنتيمترا, وأضخم الرؤساء وأثقلهم وليام ثافت الرئيس السابع والعشرين وقد انحشر يوماً في حوض الاستحمام في البيت الأبيض فأمر بتركيب حوض أكبر، الرئيس ريجان أكبرهم سناً انتخب وعمره 69 عاما أما أصغر رئيس غير منتخب تولى الرئاسة فهو روزفلت، حيث حل محل الرئيس المقتول وليام ماكنيلي وهو في 42 عاما, أما أطول الرؤساء عمرا فهو الرئيس فورد الذي توفي وعمره 93 عاماً وقد عمل عارض أزياء وعمل فراشاً وطباخ وغاسل صحون ومدرب كرة قدم أمريكية ومدرب ملاكمة, أما أكثر الرؤساء إنجابا فهو جون تايلر رزق بـ 15 ابن وابنه ـ اغتيل أربعة رؤساء أشهرهم أبراهام لنكولن وجون كنيدي والله يستر على أوباما ـ ونحن نعرف أن ريجان عمل مناد في السيرك وعمل بناء وغاسل صحون ومنقذ في الشاطئ ومذيعاً قبل أن يصبح ممثلاً من الدرجة الثانية وهناك ثلاثة رؤساء كان لهم أبناء بالتبني وثلاثة رؤساء لهم أبناء غير شرعيين وهناك ستة رؤساء سبق لهم امتلاك عبيد، وقد كان أحد الرؤساء يسبح عارياً في نهر البوتاماك في واشنطن كما اتهم رئيسان بجريمة قتل، وأقام سبعة رؤساء علاقات غرامية خارج نطاق الزوجية أحدهم بل كلينتون ـ أما أطول الرؤساء نوماً فهو كالفت كلودج الرئيس السابع الذي ينام طوال عشر ساعات. وإلى اللقاء بعد الإجازة ـ وكل عام وأنتم بخير .