"دور النساء" تعزز كلام الله في نفوس الحافظات

"دور النساء" تعزز كلام الله في نفوس الحافظات

تتزايد دور تحفيظ القرآن الكريم في المملكة والتي تشرف عليها الجمعيات الخيرية في المملكة ومعظمها أنشئت عن طريق ائمة المساجد المقامة في الأحياء التي تنشأ بها هذه الدور ، ومع تزايد هذه الدور ولله الحمد زاد أيضا عدد الدارسات والخاتمات للقرآن الكريم في السنوات الأخيرة مما يعطي انطباعا مهما بأهمية ذلك لدى النساء، ولهذا تعد المراكز ودور التحفيظ النسائية محط محبة وثناء من الجميع؛ لما تبذله من التعليم والترفيه، فضلاً عن كونها ملاذاً متميزاً لاستثمار الوقت بالكثير من الخيرات الحسان، رغم تفاوت مستوياتها في العطاء، فالكل متفق على كونها مجالس خير.
ومع ازدياد نسبة المعجبين بها والدالفات أبوابها، كان الواجب على المسؤولين إدراك هذا الاعتبار بكل معانيه ومعرفة أن الأخطاء الصغيرة من بعض هذه الدور أو المراكز في هذا الوقت بالذات يُحمّل الكثير من المتاعب لكل العالمين والمتلقين, فالخطب جلل مهما كان صغيراً.
فإلى كل الأخوات المساندات في هذه المجالات الخيرة من مديرات ومعلمات ومشرفات ومتعاونات وحتى دارسات.
ثمة أمور لابد من مراعاتها والتأكد من تطبيقها بجدية أكثر مع عدم التساهل فيها مطلقاً وعدم القول إن الزمن كفيل أن يجدد، لا, لا بد أن نطرح التجدد لنعمل به وفق الطاقات الموجودة.
ومع أن وضع الخطط للمسيرة العلمية والدعوية للدور أمر مهم فقد يغفل عنه القائمون عليها، فلابد من البحث عن التطوير في وسائل مفيدة، فدور التحفيظ ليست مرتعاً للمهملين أو حتى المتقاعسين من المعلمات والمشرفات.
ولا ننكر أن بعض المعلمات مازلن يحتجن للعلمية أكثر حتى يجمعن بين الحفظ والعلم، فلتكثروا من الدورات العلمية التأهيلية لهن، خصوصاً أننا لا نحتاج إلى كثرة حافظات في مقابل احتياجنا لمربيات عالمات داعيات ولو كانت بنسب متوسطة.
وينبغي الإشادة.. فبعض الحلقات تتسم بالمسارعة في فهم وترجمة بعض النصوص بالرجوع إلى أصول العلم، فمن الجميل أن تتنافس الأخوات في البحث عن الفهم الجيد والتطبيق المصاحب.
لماذا لا نوسع الدائرة لتشمل كل الحلقات حتى الصغار، خصوصاً أننا في إجازة، وهذا معناه أن مشاغل كثيرة أفل ضوؤها فلم تعد موجودة.
نكرر ونقول: نحن لا نريد حافظات, نريد أكبر من حافظات, نريد نفوساً باذلة, وفي بيتها يكون أول البذل، فالمرأة تسهم إسهامات كبيرة في المجتمع.
هم يقولون: إنها مظلومة، كثير من المهارات لا تتقنها, ونحن نقول: مزيداً من الاهتمام في الدور بتأهيلها وفق المرغوب حتى لا تصطدم بالخيالات المزيفة.
ولماذا يكون جو الحلقة متسماً بالرتابة كما هي الدراسة النظامية؟!.. بل لابد أن يحفها الإبداع في الطرح والتعاون على التميز في ذكر الفرائد والفوائد.
قيام مشروع بين المعلمة والدارسات في حلقتها كمشروع العلم, والكتابة والمساهمات الفورية أمر رائع.
وغالباً هناك فوج كبير في هذه الدور يمتلك نشاطاً وهمَّة، فقليلٌ من الحماس وإيقاظ للهمّة نجد الدارسات وقد أنتجن عظائم خيرة، والمعلمة لا تزال معهن في الحلقة.
ولا ننسى أن الهدية من المعلمة لها في قلب الدارسة معان رائعة، خصوصاً إذا كانت الهدية كتاباً عن الهمّة أو قصص حافظات مع نسج كلمات نيرات في إهدائه ليبق على المدى البعيد, ويا حسرة المحرومات من فضل ذلك, ومهما كثرت الدعاوى.. نريدكم الأفضل يا دور التحفيظ النسائية.
ومن جهته يرى الشريف هاشم بن محمد النعمي إمام جامع السلطان بالرياض إن مدارس تحفيظ القرآن الكريم تعتبر فتح كبير للنساء وقد استفاد منها مئات النساء ومنهن الأميات اللاتي لم يكن يعرفن الحروف الهجائية ، ومثل هذه الدور المباركة نفع الله بها ، ولعل الذي لديه أم مسنة أو زوجة تدرس في هذه الدور المباركة يلمس حجم النفع الكبير لها ، وهذا في حد ذاته سيساهم في كثرة الحافظات لكتاب الله وكذلك المتقنات لقراءة القرآن الكريم وهذه نعمة عظيمة ‘ نتمنى أن تستمر لخدمة حافظات القرآن وفقهن لكل خير .
ومن جهته قال الشيخ سامي الخلف المحامي والمستشار الشرعي أن دور النساء التي انتشرت في سماء مملكتنا الحبيبة ساهمت في تعليم كبيرات السن لحفظ القرآن الكريم ، وكذا استزاد من نفعها الأخوات اللاتي رغبن في حفظ كتاب الله الكريم ، وقد أصبح لهذه الدور النسائية فضل كبير في زيادة المقبلات على حفظ كتاب الله الكريم والعمل على تعلم إحكامه وهذا في حد ذاته فضل عظيم نهنئ الأخوات الكريمات والأمهات على الوصول إليه ونتمنى لهن مزيدا من الاستمرارية والعمل الجاد في هذا الميدان المبارك .
وأشار الشيخ الخلف إلى أهمية تسجيل صغيرات السن في هذه الدور لتعلم كتاب الله الكريم وحفظه حتى يكون عونا لهن على التخلق بخلق القرآن الكريم بإذن الله ، وكذلك إيجاد التنافس بينهن في حفظ القرآن ولتكون الأمة المسلمة هي المستفيدة من هؤلاء الحافظات في تربية الأجيال المقبلة على كتاب الله الكريم نسأل الله لهن التوفيق والسداد.

الأكثر قراءة