مشاة مهددون بخطر الموت
جرب مرة أن تقطع شارعا رئيسيا في مدينة الرياض، حتما ستجد صعوبة في ذلك أمام خطر السيارات الزاحفة، ولست أدري لماذا بعض الشوارع الرئيسة تخلو من جسور للمشاة تقيهم شر خطر التعرض لحادث سيارة، لا قدر الله؟ حتى أضحى الراغب في عبور بعض الشوارع ينتظر وقتا طويلا، وعلى سبيل المثال لا الحصر، هناك الشوارع التي تكون عليها مجمعات حكومية، حيث يعجز المراجع مثلا أن يصل إليها إذا رغب في عبور الشارع الرئيس الذي أمامه، نظرا لخطر السرعة الذي يغلب على قيادة معظم الناس في بلادنا للأسف الشديد، منها شارع الجامعة في الملز، وطريق الملك عبد العزيز الذي يوجد عليه كثير من المجمعات الحكومية متجاورة، وذلك الشارع أصبح خطرا بعد التجديدات المرورية عليه، حيث كانت تندر الحوادث المرورية فيه، والآن أصبحنا نشاهد الحوادث.
من وجهة نظري أن الوضع السابق لإشارات المرور كان أفضل ويقلل من الزحام والقيادة الجنونية لبعض قائدي السيارات، حيث أصبحنا نشاهد سرعة جنونية في هذا الطريق من الشمال باتجاه الجنوب والعكس، وقد كانت الإشارة السابقة عند مستشفى الملك عبد العزيز تحد من السرعة، أما بعد إلغائها ووضع تنظيم آخر، فإن الذي يسير في ذلك الشارع هو على خطر شديد، وفي شارع الجامعة التنظيم المروري جيد، لكن الحاجة ماسة لجسر مشاة هناك، وهذا على ما أعتقد منوط بأمانة مدينة الرياض، التي لها جهود مشكورة، لكن أهمية الجسور تكمن في الحفاظ على أرواح الناس، والتنقل بسهولة ويسر، وهذا ينطبق على طريق الملك عبد العزيز، خصوصا في الجانب الذي فيه المجمعات الحكومية، وهذا يندرج أيضا على الشوارع الرئيسية الأخرى في أنحاء مدينة الرياض كافة، وليس لدي أدنى شك في حرص المسؤولين على أرواح المواطنين من خطر السيارات التي تشكل خطورة كبيرة على المشاة، وهناك بعض الشوارع الرئيسية يوجد فيها جسور كشارع البطحاء لكثرة المتسوقين، وهذا يوجد الراحة والطمأنينة على الجميع.
لعل ما دفعني لكتابة هذا المقال مشاهدتي حالات كثيرة بانتظار المرور من تلك الشوارع، ولكن بعضهم يقطع الشارع مسرعا في ظل مرور بعض السيارات بسرعة أيضا، وبعضهم إذا نجا مرة، فإنه قد يتعرض للخطر في أخرى، والله أعلم. ولعل في تسهيل سبل الراحة في وصول الناس إلى قضاء حوائجهم هو من التعاون على الخير الذي حث عليه المولى، عز وجل، وهو ما يجب أن يكون ديدننا جميعا، يقول سبحانه وتعالى وهو أعز من قائل "وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب" سورة المائدة، ويقول النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضوا تداعى لها سائر الجسد بالسهر والحمى"، وغير ذلك من الأحاديث التي تحث على التعاون بين المؤمنين والتناصح فيما يعود بالنفع على الجميع، ويقيني أن المسؤولين في أمانة مدينة الرياض وإدارة مرور الرياض على اهتمام بكل ما يكتب من كتابات هدفها المصلحة العامة للمواطنين ولهذه البلاد المباركة.