دعوة حكومات الخليج إلى السير في "طريق الحرير"
دعا خبيران اقتصاديان أمس الحكومات الخليجية إلى إحياء "طريق الحرير" وتعزيز التعاون التجاري بين دول الخليج وآسيا، والثانية ما عرف بـ "سياسة الشمس" لإعادة الثقة بالاقتصاد خلال منتدى مركز دبي المالي العالمي الذي اختتم أمس فعالياته في دبي أمس بعديد من المقترحات والحلول التي طرحها نخبة من الاقتصاديين الدوليين والإقليميين على حكومات منطقة الخليج لمواجهة تحديات الأزمة المالية، وإعادة الثقة بالاقتصادات.
ويرى صاحب الدعوة الأولى فيكتور تشو رئيس مجلس إدارة "فيرست إيسترن إنفستمنت بنك ليمتد"، أن "إحياء طريق الحرير" أفضل السبل لتنشيط الاقتصادات الخليجية وإتاحة الفرصة أمام الصين ومجلس التعاون لدول الخليج العربية لتوحيد جهودهما واستثمار السيولة والموارد الكبيرة المتوافرة لديهما من أجل إعادة بناء الأسواق وإرجاع الثقة للاقتصاد العالمي.
وأضاف قائلا "هناك عوامل تسهّل إحياء طريق الحرير، أبرزها أن الصين ودول مجلس التعاون الخليجي يكمّلان بعضهما بعضاً من الجوانب الاقتصادية والثقافية، فالأسواق العربية والآسيوية تمتلك سمات مشتركة مثل التركيز على عنصر الثقة، فضلاً عن التقارب الثقافي بينهما وبالتالي، فإننا معاً نمثل الصوت الأقوى في الأسواق الناشئة".
وأوضح تشو أن إحياء طريق الحرير قد بدأ بالفعل، إذ إن منطقة الخليج تجتذب كثيراً من الاستثمارات الصينية، كما وجهت الصين الدعوة أخيراً إلى شركات النفط السعودية للاستثمار في الأسواق الصينية".
أما "سياسة الشمس" فصاحبها جورج مخول رئيس شركة مورجان ستانلي في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا والذي دعا حكومات المنطقة إلى الاعتماد عليها من أجل إعادة الثقة بالاقتصاد، مشيراً إلى أهمية قيام الحكومات بتطبيق أرقى معايير الشفافية وأفضل ممارسات حوكمة الشركات.
وفي تفسيره للسياسة التي ينادي بها يقول مخول "عندما تسير كل الأمور بشكل سلس، لا نسمع أحداً ينادي بالشفافية والحوكمة، كما أن غالبية دول المنطقة تفتقر إلى سياسات وإجراءات واضحة في هذا المجال والواقع فإن اعتماد إجراءات لا ترضي جميع الأطراف يبقى أفضل بكثير من عدم امتلاك فكرة وافية عن الإجراءات والسياسات المتبعة"، وتابع "في ضوء الدور المهم الذي تتولاه الحكومات في المنطقة، من المهم أن نرى هذه الحكومات تتقدم الركب، ولن نستعيد الثقة إلا بحصول ذلك".
أما عارف مسعود نقفي مؤسس والرئيس التنفيذي لـ "أبراج كابيتال" فقد ناشد قادة المنقطة باتباع طريق آخر يكمن في الاستماع لما أسماه بـ "الحدس الوجداني" بعدما خذلهم "الحدس الفكري مضيفا "في هذه الأوقات، أكثر ما نحتاج إليه هو التركيز على الحدس الوجداني، إذ علينا العمل على تعزيز الثقة، وربما تصلكم فكرتي بوضوح أكبر عندما نتذكر أن "الثقة" هي عبارة عن مفهوم مجرد لا يمكننا رؤيته أو لمسه، ولكن يمكننا إدراكه والإحساس به. والثقة قادرة على إيجاد الدافع لاستعادة الثقة".
وأوضح "الحكومات وحدها قادرة على العمل على استعادة الثقة وذلك من خلال ضخ السيولة في النظام المالي وتأجيل المساءلة والمحاسبة إلى وقت لاحق، فالمهم الآن هو المحافظة على الاستقرار والهدوء".
وبين جاك كيمب الرئيس التنفيذي لشركة آي إن جي للتأمين آسيا الباسيفيك، أن الحكومات والشركات يتعين عليها وضع الأمور في إطارها الصحيح والتطلع إلى الفرص مضيفا "علينا تقبل فكرة أننا نمر بمرحلة حرجة من الدورة الاقتصادية وستنتهي مهما طالت، وللخروج بأمان من هذه المرحلة، علينا أن نبذل جهداً لرؤية الأمور من منظور آخر، وسنرى أنه يوجد بعض الإيجابيات التي يمكن أن تؤدي إلى أفكار جديدة تقود بدورها إلى حلول تكفل استعادة الثقة".
واختتمت الدعوات والمقترحات بنصيحة من سمير الأنصاري رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة "دبي إنترناشيونال كابيتال" لدول الخليج بالاستفادة من الفرص المتاحة من خلال توظيف السيولة المتوافرة لديها للقيام باستثمارات استراتيجية في شركات عالمية رائدة.
وقال "هذا هو الوقت الأمثل بالنسبة لدول الخليج التي تجمعت لديها خلال السنوات الخمس الأخيرة احتياطيات ضخمة، مضيفا أن قيمة الأصول تنخفض يومياً ولدينا فرصة كبيرة لتنويعها من خلال عمليات الاستحواذ وإيجاد مزيد من فرص العمل في المنطقة ومن المتوقع أن يتوافر كثير من الفرص المجزية خلال فترة الـ 18 ـ 24 شهراً المقبلة