منتدى الرياض يدرس الاستثمار البشري واقتصاد المعرفة

منتدى الرياض يدرس الاستثمار البشري واقتصاد المعرفة

افتتح المهندس سعد المعجل رئيس مجلس أمناء منتدى الرياض الاقتصادي سلسلة حلقات النقاش الأولى لدراسات الدورة الرابعة للمنتدى بدءاً بالحلقة الخاصة بدراسة "الاستثمار في رأس المال البشري واقتصاد المعرفة".
وقال المعجل مخاطباً نخبة من المهتمين والمختصين الذين شاركوا في النقاش مع ممثلي أمانة المنتدى وأعضاء الفريق المشرف على الدراسة والمركز الاستشاري الذي يعد الدراسة، أن المنتدى يولي أهمية كبيرة لهذه الحلقات العلمية باعتبارها جزءاً أساسياً في منهجيته للخروج بمحصلة علمية دقيقة وعملية للقضايا الخمس التي تم انتخابها للدورة المقبلة للمنتدى التي ستعقد في نهاية عام 2009م.
وأكد المعجل الأهمية الكبيرة التي يوليها المنتدى لقضية الموارد البشرية الوطنية فهي قضية مركزية وأساسية ظلت محوراً ثابتاً ضمن جميع دورات المنتدى السابقة.
ودعا المشاركين إلى التحلي بالصراحة المتناهية في مناقشة جميع عناصر قضية الموارد البشرية في هذه الدورة تحت العنوان المهم الذي تم اختياره وهو "الاستثمار في رأس المال البشري واقتصاد المعرفة" باعتبار الموارد البشرية الوطنية عنصراً أساسياً في مكونات الثروة الوطنية وتحقيق التنمية المستدامة الذي يمثل الشعار الدائم لأعمال المنتدى.
واستعرض أمين عام المنتدى الدكتور محمد الكثيري المنهجية التي تقوم عليها أعمال المنتدى بالتأكيد على أن حلقات النقاش هي بمثابة علامة الجودة لأعمال ومخرجات المنتدى التي حظيت بصدى واسع في جميع الدوائر والمراكز الاقتصادية في بلادنا ودوائر صنع القرار الاقتصادي التي استرشدت بتلك المخرجات، ونحن فخورون في المنتدى بأن يكون جهدنا يمثل أحد معامل العصف الذهني وأحد المرجعيات العلمية الموثوقة التي تسهم وتساعد جهات الاختصاص في صناعة القرار الاقتصادي وبناء الرؤية التي تصب في مصلحة الأجيال المقبلة، وأشار إلى أن هذه الحلقة الخاصة تأتي ضمن سلسلة من ثلاث حلقات تم تخصيصها لكل دراسة تخصص الأولى منها لمتابعة سير الدراسة في بدايتها والتأكد من تماشيها مع الأهداف الموضوعة لها، وتكون الثانية خاصة باستعراض الدراسة حينما تنتهي في صورتها الأولية، بينما تركز الثالثة والأخيرة على مراجعة وصياغة التوصيات النهائية لكل دراسة وآليات تنفيذ تلك التوصيات.
وتم في الحلقة التي عقدت بفندق ماريوت في الرياض تقديم عرض شامل حول أهم مفاصل دراسة الاستثمار في رأس المال البشري، حيث أوضح الاستشاري أن هدف الدراسة المحوري هو رسم مسار لكيفية الانتقال من اقتصاد ريعي إلى اقتصاد معرفي، وقال إن الفجوة المعرفية لا تزال بالغة الاتساع رغم الجهود الكبيرة التي بذلت في التنمية البشرية خلال السنوات الماضية.
وشرح أن الاختلالات التي يشهدها الوضع الراهن للموارد البشرية المحلية تتمثل في أن نحو 54 في المائة من الوظائف لا تزال تشغلها عمالة وافدة والمطلوب بذل جهود كبيرة في اكتساب وتوليد ونشر وتطبيق المعرفة لبلوغ مكونات وشروط منظومة الاقتصاد المعرفي الذي يعني الانتقال من الميزات النسبية إلى الميزة التنافسية.
وأوضح الاستشاري أن الدراسة ستشتمل على استخلاص الدروس من عدة تجارب دولية في مجال تنمية الموارد البشرية وتوطين الوظائف وقال إن من أهم عوامل تحقيق التنمية البشرية إيجاد مناخ تنافسي وتوفير رؤية حكومية واضحة وجعل القطاع الخاص شريكاً أساسياً في عملية التغيير.
وكشف أن نسبة الأمية في المملكة مازالت دون المستوى المنشود على الرغم من التحسن الذي تحقق بالانتقال من 40 في المائة إلى نحو 20 في المائة، لكن النسبة لا تزال عالية بالأخص في أوساط النساء.
وتشخص الورقة العيوب الهيكلية والمنهجية في التعليم ونوعه ومحتواه، فبينت أن أسلوب التلقين لا يزال يسود في التعليم بشقيه الحكومي والأهلي ولابد من التوسع في تطبيقات الحداثة الإلكترونية في حقل التعليم.
كما لاحظت الدراسة انخفاض إنتاجية العنصر البشري وعدم مرونة هيكل الرواتب وشح الإنفاق على البحث والتطوير وعدم توافق مخرجات التعليم مع احتياجات العمل.
وشهدت الحلقة مناقشات ومداخلات من المشاركين والمشاركات تميزت بالوضوح والشفافية في تناول مجمل المحاور التي شملها العرض وتقدموا بعدد من المقترحات والملاحظات التي سيتم إدماجها في الدراسة التي ستتم متابعتها بعقد حلقتين أخريين تواكبا مراحل إعداد الدراسة في الأشهر المقبلة.

الأكثر قراءة