صاحب فكرة أكبر صحن فواكه مصاب بالشلل ويتبنى جمع المصاحف الممزقة
قام شخص غيور على دينه بتبني فكرة جمع المصاحف الممزقة والتالفة من المساجد والمدارس, و قام بعمل الإعلانات ووضعها في ميادين مختلفة "وجاءت فكرته لما يعانيه بعض المساجد من تجمع المصاحف الممزقة، ويمكن التعرف على ذلك إذا دلف أي شخص إلى بعض المساجد حيث سيجد أكواما من المصاحف ممزقة من طبعات قديمة دون اهتمام من مسؤولي المسجد، وقد يكون هذا المسجد داخل مدينة أو على طرق السفر الطويلة ولكنه يفتقد العناية بهذه المصاحف, وفي مساجد أخرى لا يتجاوز عدد المصلين 20 شخصا في كل صلاة تجد أن كل رف في ذلك المسجد يحمل 20 مصحفا بل تزيد, وفي كثير من الأحيان لم تلمس تلك المصاحف منذ أشهر إلا من قبل عامل المسجد الذي يقوم بمسح الغبار عنها كل جمعة, فنحن أمام قضيتين الأولى سوء توزيع المصاحف والأخرى ماذا نفعل وكيف نستفيد من تلك المصاحف الممزقة؟
وقامت الجهات الخيرية مشكورة بإنشاء مراكز للعناية بالمصاحف القديمة ووزعت إعلاناتها وأرقام الاتصال بها ولكن ربما لأن الأمر في بدايته لم نلاحظ بعد نشاطا ملموسا خاصة في المناطق النائية, لذا فإن هذه المجتمع يحتاج إلى التعاون في هذه الجوانب, ولاسيما من الغيورين من أبناء الإسلام, وليتحقق نجاحها وهدفها قام شخص غيور على دينه بتبني فكرة جمع المصاحف الممزقة والتالفة من المساجد والمدارس, و قام بعمل الإعلانات ووضعها في ميادين مختلفة".
#2#
وهناك بعض المساجد التي يتوافر فيها كثافة المصلين بشكل كبير, ولا توجد فيها مصاحف كافية, ولاسيما أن موقع بعض هذه المساجد يقع في منطقة مكتظة بالمكاتب التجارية والشركات وهناك آخر تجد رفوفا قديمة من الخشب المتهالك يحمل بعضها المصاحف الممزقة التي يعود تاريخها لعشرات السنين، وكثيرا ما يتسابق المصلون في الفوز بإحداها قبل وصول الآخرين ليتمكن من القراءة بين الأذان والإقامة، هذا في الرياض فكيف بالمدن والقرى النائية؟
و في المنطقة الشمالية من مملكتنا الحبيبة قام ذلك الغيور على دينه الذي يمر بحالة إعاقة بتبني فكرة جمع المصاحف الممزقة والتالفة من المساجد والمدارس, و قام بعمل الإعلانات ووضعها في ميادين مختلفة. "الاقتصادية" حاورت عبد المطلب بن عبد الكريم الشايع معلم مادة المكتبة في ثانوية أبي عبيدة في الجوف, الذي تبنى هذه الفكرة, حيث يقول: عمل الخير ليس مرتبطاً بوزارة أو جمعية أو أشخاص, خصوصاً مثل هذا العمل الجليل, فجميعنا في خدمة كتاب الله وخدمة الدين. وحول بداية مشروعه يقول طرح علي محمد مضحي الوردي فكرة أن نجمع المصاحف ثم نقوم بإرسالها إلى مركز العناية بالمصاحف في محافظة الخرج أو أن نسلمها إلى مندوب المركز في عرعر, وطلب مني أن أتبنى هذا العمل في منطقة الجوف فوافقته دون تردد وبعد التوكل على الله ثم الاستعداد النفسي والذهني والعملي قمت بكتابة الإعلان وتصويره بعدة أحجام وتوزيعه قدر الإمكان على الجوامع والمساجد والمدارس وبعض الجهات الحكومية والمؤسسات الخاصة وعند الطرقات وفي الأماكن العامة في كل من سكاكا ودومة الجندل وقارا وصوير وزلوم واستخدمت تقنية رسائل الجوال, ويضيف: في فترة سابقة استثمرت وجود الشيخ محمد العريفي في المنطقة ووزعت على الجوامع التي كانت فيها محاضرات الشيخ, ويقول الشايع هذا العمل أقوم به بشكل فردي وتطوعي لا يندرج تحت أي جهة, وحول موقف المجتمع منه يقول الشايع: المجتمع رحب بالفكرة بشكل ممتاز ولقد أتتني مصاحف من أماكن متعددة وتقدر حتى الآن بألف مصحف وبأحجام متعددة, ووجه الشايع رسالته إلى جمعية تحفيظ القرآن الكريم بأنه هو وإياهم والجميع يجب أن يحملوا هم هذا العمل وعلى إدارة التربية والتعليم (بنين وبنات) أن يرسلوا تعميما إلى المدارس يتضمن جمع المصاحف الممزقة والمتلفة.
#3#
يذكر أن الشايع مصاب بالشلل في رجله اليسرى ولا يثنيه ذلك عن عمل الخير, وهو صاحب فكرة أكبر صحن فواكه لصالح جمعية الأطفال المعوقين والتي ينتج عنها مبالغ تقارب 18 ألف ريال سنويا.
وفي جانب آخر, طالب عدد من المصلين في الأحياء المكتظة بالسكان أن على أئمتهم أن يهتموا بهذه الظاهرة وأن يحرصوا على توفير المصاحف لهم وأن يتعاملوا مع المصاحف الممزقة, ورأى كثير أن هذا من صلب مهمة إمام المسجد وأن عليهم أن يفعلوا التعاون مع مكاتب الدعوة والإرشاد, فيما رفع كثير شكرهم إلى وزارة الشؤون الإسلامية على اهتمامها ودعمها لكل ما من شأنه نشر كتاب الله والعناية به.