الشيخ الراجحي : الاستدلال بالأبراج لمعرفة شيء خفي لا يدركه الإنسان من ادعاء علم الغيب

أوضح الشيخ عبد العزيز الراجحي عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض أن مسألة الاستدلال بالأبراج لمعرفة الصفات الأساسية للإنسان من خلال معرفة البرج المولود فيه بناء على النظرية الصينية أو الغربية التي تقول إن ذلك يتم بسبب الإشعاعات الكهرومغناطيسية التي تؤثر في الجنين في بطن أمه، كما يذكر المنظِّرون لهذا العلم أن هذا الاستدلال داخل في ادعاء علم الغيب، وعلم الغيب لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى، فمن ادعى أنه يعلم الغيب فقد كذب الله؛ لقوله سبحانه وتعالى: (قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ الْغَيْبَ إِلا اللَّهُ)[النمل: من الآية65]. ولقوله: (عَالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا* إِلا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ)[الجـن: 27، 26]. وقال إن الاستدلال بالأبراج لمعرفة شيء خفي لا يمكن أن يدركه الإنسان هو من دعوى علم الغيب، وادعاء علم الغيب كفر وردة - والعياذ بالله - فلا يجوز للإنسان أن يستدل بالأبراج على أمور غيبية على معرفة صفات الإنسان الأساسية، أو معرفة سعادته، أو ما يؤول إليه أمره، أو ما يحصل عليه في المستقبل، أو ما يحصل على أولاده وأهله، كل هذا من ادعاء علم الغيب وهو محرم، وهذا يعتبر اقتباس شعبة من شعب النجوم، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "مَنْ اقْتَبَسَ عِلْمًا مِنْ النُّجُومِ اقْتَبَسَ شُعْبَةً مِنْ السِّحْرِ زَادَ مَا زَادَ". أخرجه أبو داود (3905)، وابن ماجه ( 3726). وقال ابن عباس، رضي الله عنهما، في قوم يكتبون أبا جاد، وينظرون في النجوم ? يعني يستدلون به على ادعاء علم الغيب والخفي - قال: (ما أرى من فعل ذلك له عند الله من خلاق). والله أعلم.