التضامن النسائي والمعددون

دار نقاش بيني وبعض الإخوة المعددين وآخرين لديهم رغبة في التعدد لكنهم مترددون بدواعي كثيرة وكلنا يعلم مثل هذه الدواعي، ولعل أكثرها الخوف من ترك الزوجة الأولى المنزل في حال أقدم على الخطوة بالزواج من الثانية، وقد أفصحوا لي بأن المجتمع النسوي أكثر تضامنا من الرجال فيما يخص الزوجة الثانية، حيث تجدهن متعاونات مع بعضهن البعض ويقفن في طريق الظفر بالزوجة الثانية، ومن وجهة نظري أن الزواج خصوصا الثانية يجب أن يكون لمن لديه القدرة المادية والقدرة البدنية والعدلية، والله سبحانه حث على التعدد في محكم آياته، يقول سبحانه وتعالى (انكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع فإن خفتم ألا تعدلوا ا فواحدة أو ما ملكت أيمانكم ذلك أدنى ألا تعولوا) وهذه الآية واضحة جلية، لكن دائما ننظر للواقع لبعض المعددين ونجد أنه لا يطبق المطلوب منه شرعا، فيتزوج الثانية وهو غير قادر على النفقة، وقد يكون غير قادر بدنيا لإعطاء الزوجة حقها، وإذا لم يكن لديها خوف من ربها فإنها قد تلجأ إلى الحرام، وهذا أمر مؤلم، كما أن هناك من يتزوج وهو لا يستطيع أن يخدم نفسه بشابة في سن أحفاد أحفاده، وبعضهم لديه القدرة البدنية لكنه يلجأ للزواج السري خوفا من الزوجة الثانية وما يترتب على ذلك من مشكلات أسرية، ولهذا فإن الذي يستغرب من تضامن النساء مع بعضهن ضد الأزواج غير محق، وذلك لأن المرأة بطبعها عاطفية وتتأثر بما تراه في نظرها ظلما وقع على صديقتها لأنها فاجأها زوجها بزواجه بأخرى فيكون صدمة لها، كما أن بعض الزوجات يتعرضن لظلم الاستغلال المادي ، فيمصها مصا ويأكلها لحما ويرميها عظما بعد أن أصبحت كل أموالها في يده ويتزوج بها، ولعل ما يمكن ذكره من قصص في هذا الجانب امرأة بطيبتها - وقد يعتبرها البعض سذاجة - وضعت كل ما تملك في شراء منزل والمسكينة وسجلت المنزل باسم الزوج الذي ما إن أصبح البيت أو الفيلا باسمه - التي تبلغ قيمتها مليون ريال في مكة - حتى ذهب للمحكمة وطلقها وتزوج بأخرى ونسي عشرة السنين الماضية بعد أن حقق بغيته، وذلك لا شك تبين نوعية بعض الأزواج الظلمة وطريقة حرصهم على كسب الأموال بهذه الطريقة السيئة والظلم لزوجته، ولو استعرضنا القصص لن ننتهي، لكني أخلص إلى مخاطبة الزوج بأنه لن يمنعك أحد من الزواج إذا أردت ولكن عليك أن تكون صادقا وأمينا في تعاملك مع زوجتك، وابتعد عن الظلم واستغلال الزوجة. وبالنسبة للمرأة عليها أن تعلم أن الزواج من أخرى أمر دعا إليه الدين، فلا يحتاج لغضبها وتضامنها مع أخريات، وأعلم أنها قد تغضب ولكن عليها البعد عن الحقد الدفين على الزوجة الأخرى، نسأل الله أن يوفق الجميع لكل خير.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي