دور المفكرين في تطوير أساليب إدارة الشركات
باختصار يستعرض هذا الكتاب تاريخ الإدارة في العالم في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية. لا يخفي الكتاب إيمانه بالفكرة المثيرة للجدل والقائلة إن الغرض من وجود الشركات هو تغيير العالم إلى الأفضل.
يركز الكتاب على أهم رموز الإدارة في العالم في هذه الفترة الذين كانوا يبغون الإصلاح بدلا من التنصل من الاهتمامات التجارية أو المؤسسات التي يعملون فيها.
يشير الكتاب إلى أن عالم الاقتصاد الشهير ميلتون فريدمان حقق الشهرة لنفسه بالإصرار على أن المسؤولية الاجتماعية الوحيدة للشركات هي زيادة الأرباح.
بعنوان الكتاب الصادم الذي يعيد إلى الأذهان تاريخ الهرطقة التي كانت هي التهمة الجاهزة التي توجهها الكنيسة الكاثوليكية الرومانية لكل من يأتي برأي ترى أنه يخالفها. يستخدم المؤلف هذا المصطلح "الهراطقة" عنوانا لكتابه ليشير به إلى المفكرين الإداريين الذي جاؤوا بآراء ثورية لا تتفق مع الاتجاهات السائدة، لكنها حققت نجاحا جعلتها جزءا أساسيا من الفكر الإداري المعاصر.
نادرا ما يعترف بالسلوك التقليدي على أنه جزء من عالم الشركات، حيث يكون الوضع الراهن هو السائد، والفكر الثوري هو غالبا مستهجن. يوضح الكتاب كيف قام عدد من المفكرين التقدميين بالخروج من مجال الأعمال التجارية المضطرب في فترة إضراب الاقتصاد في الستينيات، حيث ساعد هؤلاء المفكرون البارزون على تغيير بيئة إدارة الأعمال بنظرياتهم التي أعادت تشكيل مؤسسات المجتمع بأكمله.
كانت الريادة لهؤلاء المفكرين من قادة الشركات في إنشاء فرق العمل ذاتية الإدارة والقدرة على الاستجابة للعملاء والتنظيم المعتمد على القاعدة العريضة من الموظفين وغيرها من الطرق التي تضفي على الشركات قيمة العلاقات الإنسانية.
يبدأ الكتاب باستعراض دور عالم الإدارة البريطاني إيريك تريسي الذي كانت تجاربه في مجال الديموقراطية الصناعية في الأربعينيات بمثابة الأساس للابتكارات الإدارية الأمريكية في فترة الثمانينيات.
ينتقل الكتاب بعد ذلك إلى ليمان كيتشام مدير إحدى شركات أغذية الحيوانات الأليفة والذي دشن مفهوم فرق العمل في المصنع الذي كان يديره في أوائل السبعينيات. وهناك أيضا ذلك الابتكار الذي ابتدعته إحدى شركات النفط العالمية حين تحولت من نظام التوقعات الصارم المعتمدة على الأرقام إلى طريقة "تخطيط السيناريوهات" وهي طريقة لتوقع الأنماط البديلة للطلب العالمي على منتجات الطاقة.
يلقي الكتاب الضوء على ما صممه عالم الكمبيوتر جاي فوريستر من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا من نموذج "حدود النمو" للمستقبل الاقتصادي للعالم. وكذلك مدير تنظيم المجتمع العملي شاول ألينسكي الذي قاد حملة لتغيير سياسات التوظيف في إحدى الشركات الكبرى.